المقالة

يضرسون

لأجل هؤلاء.. من أعمال التشكيلية الليبية حميدة صقر
لأجل هؤلاء.. من أعمال التشكيلية الليبية حميدة صقر

الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون، من أكثر الجمل المتداولة تقريباً، يتصرف الشخص البالغ ويرتدي كامل أنانيته عندما يتعلق الأمر بالوقت الحاضر، يفكر في اللحظة الراهنة ويحاول أن يتناسى ما ستفعله هذه اللحظة في اللحظات التي تليها، هذا طابع إنساني أصيل يمتلكه الأطفال ايضا، لكنهم يتسلحون بالغريزة فقط. أما نحن فمن المفترض أننا أخذنا وسام الحكمة عبر التاريخ!!!

(لأجل هؤلاء) لوحة للفنانة حميدة صقر مقاس 120* 250 سم، فنانة تنقلت لوحاتها في مدن من العالم ووسمت روحها بهاجس الإنسان، هذا الإنسان المشوش بعبث الحياة، (حميدة) اتخذت من الأسود اسلوبا، فهو يقول الكثير أنه الليل، العمق والواقع. هو اللون الذي يمتص كل الالوان ليخبرنا أنه خيارنا العقلي، وقد قالت حرفيا في لقاء لها مع الأستاذة حواء القمودي (الأسود هو الحقيقة التي تظهر لنا من النور لترسم لنا تفاصيل حقيقية من دون تغليف).

وهاهم الأطفال في اللوحة يقفون أمامنا مباشرة متراصون ككتلة واحده .هم في حالة امتناع عن استقبال المزيد من الكذب , هكذا اوحت لغة الجسد , لا مزيد تقول تلك الصغيرة في المنتصف الكبار يلعبون مثلنا بألعاب لا يجيدون استخدامها وإن أتقنوا صنعها ,وذاك الذي أقفل يديه على صدره تحديا لكل اختراق آخر, اللعبة باللون الأحمر متدليه, فالوقت ليس وقت اللعب لكنها لا تزال في اليد لربما استخدمتها في قذف كلمة احدهم وردها عليه (بطل كذب ) ,طائرة ورقية فوقهم تمثل أحلامهم في سماء الكون الواسعة .أحلام ضاقت بها الأرض وتقاذفتها رياح السماء . يا ألهى ما أصعب هذه النظرات، وتؤلمني أنا الآن تحديداً وفي هذا الوقت بالذات أنظر لأولادي ولا اعرف ما سأقول لهم.

 هل الحرب رغم فضحها للأبيض والاسود تجربة خاصة ستجعلنا نرى ألوان الغد أكثر زهاء، ام اقول لهم

الحياة عبث واسنانكم ستضرس كلها لإننا من أكلنا الحصرم.


زاويتي انكشاف | الصباح الثقافي 2019

مقالات ذات علاقة

الموت فى نوفمبر

سالم الكبتي

يحـن .. ولا يـرن!!

أم العز الفارسي

الشعر والموسيقى

طارق الشرع

اترك تعليق