عبدالمطلب أبوسالم
في يوم 10 سبتمبر 1784 افتتحت مملكة إسبانيا أول قنصلية لها في طرابلس، فيما عرف مكانها بزنقة الاسبانيول (السبنيور) بباب البحر (يرجح أنه حوش ملك للسفير الحاج عبدالرحمن أغا البديري) وهو نفس العام الذي عقدت فيه معاهدة سلم وتجارة مع السلطان العثماني.
إذ أن إسبانيا ظلت على عداء مستمر مع شمال إفريقيا بسبب طردها للمسلمين واحتلال بعض مدن شمال إفريقيا في منتصف القرن السادس عشر. لقد كلف الصلح ثمناً باهظا دفع لطرابلس منها ماسة أرسلت كهدية الى باشا طرابلس.
هذه صورة من غلاف المعاهدة التي وقعت بين البلدين.
يشير رودولفو ميكاكي في كتابه “طرابلس تحت حكم اسرة القرمانلي” تم توقيع على الاتفاقية في ميناء ماهون وهي مدينة تقع في منطقة جزر البليار بحوض المتوسط شرق إسبانيا ووقع نيابة عن ملك اسبانيا كارلو الثالث الدون جيوفاني سولر وشقيقه.
ومن ضمن الموقعين في ديوان الحكم شيخ البلاد محمد أحمد عبدالرحمن آنداك (رئيس البلدية وحاكم المدينة بالمفهوم المعاصر)، وكانت المعاهدة باللغة العربية اي بالعامية الطرابلسية واللغة الاسبانية.
الملفت والرائع هو وجود خريطة قديمة بالأرشيف الوطني الإسباني ترجع للعام 987م كتب عليها اسم ليبيا كما هو موضح وهي تعتبر أقدم خريطة موجودة في الأرشيف الإسباني، وأقدم وثيقة تاريخية حتى الآن ذكر فيها اسم ليبيا.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه.
2 تعليقات
الصور تان المرفقتان غير واضحتان إضافة إلى أنهما مكتوبتان بالاسبانية القديمة، وكان على الكاتب أن يرفقها بترجمة عربية حتى يتضح مقصده للعموم من غير المتخصصين،
.
على أي حال لا يجب أن نذهب بعيداً مع الرأي الذي حاول الكاتب إظهاره لنا وكأنه كشف جديد، إذ من المعروف أن إسم ليبيا قبل أن تتخذه بلادنا إسم رسمي لها في 1912 كان إسم معروف ومتداول كتسمية للقارة الأفريقية ذاتها أو شمالها بالذات،
.
والخريطة المرفقة (الدائرة على اليسار) تشير بالفعل إلى ذلك رغم عدم وضوحها، إذ أن نصفها العلوي يشير إلى قارة آسيا، الربع الأيسر قارة أوروبا وبالتالي من البديهي أن يشير الربع على اليمين إلى قارة أفريقيا ولا يقصد بلادنا ليبيا،
.
ثم إن التسمية الرسمية لبلادنا في سنة توقيع المعاهدة مكتوبة بوضوح في الصورة الأولى والتي يبدو أنها الصفحة الأولى من المعاهدة التي يشير إليها الكاتب،
.
ففي السطر الخامس نقرأ بالأسبانية: بَيْ عرش طرابلس، حيث استخدم مصطلح ريجنسي وريجنسيا بكثرة في المصادر الأجنبية لتسمية نظام الحكم القرمانلي في عهد الدولة الليبية الأولى والذي يعني أساسا الوصاية على العرش، في لفتة ذكية إلى المعضلة التي كانوا يواجهونها في تسمية مملكة أو إمارة مستقلة من الناحية الفعلية لكنها تتبع من الناحية الرسمية السلطنة العثمانية،
.
كما أن الاسم “طرابلس” المذكور في غلاف هذه المعاهدة كما جاء في الصورة المرفقة أعلاه هو الاسم الذي عرفت به بلادنا منذ أن تأسست حدودها الحالية للمرة الأولى في 1551 ، كما عرفت به طوال عهد الدولة الليبية الأولى منذ أن تأسست في 1711 بل وعرفت بهذا الاسم حصريا طوال العهد العثماني الثاني في كل وثائقه حيث إحتلت تركيا ليبيا وحكمتها بشكل مباشر منذ نهاية عهد دولتنا الأولى في 1835 إلى 1912 حينما سمى المحتل الإيطالي بلادنا بالاسم الحالي ليبيا تيمنا بولاية رومانية قديمة كان قد أسسها في شمال بلادنا للإدعاء بأنه ليس محتل وإنما مجرد عاد الأحفاد إلى بلاد الأحفاد
الصورتان المرفقتان غير واضحتان إضافة إلى أنهما مكتوبتان بالاسبانية القديمة، وكان على الكاتب أن يرفقها بترجمة عربية حتى يتضح مقصده للعموم من غير المتخصصين،
.
على أي حال لا يجب أن نذهب بعيداً مع الرأي الذي حاول الكاتب إظهاره لنا وكأنه كشف جديد، إذ من المعروف أن اسم ليبيا قبل أن تتخذه بلادنا اسم رسمي لها في 1912 كان اسم معروف جداً ومتداول كتسمية للقارة الأفريقية ذاتها أو شمالها بالذات منذ مئات إن لم تكن آلاف السنين،
.
والخريطة المرفقة (الدائرة على اليسار) تشير بالفعل إلى ذلك رغم عدم وضوحها، إذ أن نصفها العلوي يشير إلى قارة آسيا، الربع الأيسر قارة أوروبا وبالتالي من البديهي أن يشير الربع على اليمين إلى قارة أفريقيا ولا يقصد بلادنا ليبيا، وهي القارات التي كانت معروفة آنذاك أو العالم كله آنذاك
.
ثم إن التسمية الرسمية لبلادنا في سنة توقيع المعاهدة مكتوبة بوضوح في الصورة الأولى والتي يبدو أنها الصفحة الأولى من المعاهدة التي يشير إليها الكاتب،
.
ففي السطر الخامس نقرأ بالإسبانية: بَيْ عرش طرابلس،
.
حيث استخدم مصطلح ريجنسي وريجنسيا بكثرة في المصادر الأجنبية لتسمية نظام الحكم القرمانلي في عهد الدولة الليبية الأولى والذي يعني أساسا الوصاية على العرش، في لفتة ذكية إلى المعضلة التي كانوا يواجهونها في تسمية مملكة أو إمارة مستقلة من الناحية الفعلية لكنها تتبع من الناحية الرسمية السلطنة العثمانية،
.
كما أن الاسم “طرابلس” المذكور في غلاف هذه المعاهدة كما جاء في الصورة المرفقة أعلاه هو الاسم الذي عرفت به بلادنا منذ أن تأسست حدودها الحالية للمرة الأولى في 1551 ، كما عرفت به طوال عهد الدولة الليبية الأولى منذ أن تأسست في 1711 بل وعرفت بهذا الاسم حصريا طوال العهد العثماني الثاني في كل وثائقه حيث احتلت تركيا ليبيا وحكمتها بشكل مباشر عبر سلسلة من ضباط الجيش التركي الكبار منذ نهاية عهد دولتنا الأولى في 1835 إلى 1912 حينما سمى المحتل الإيطالي بلادنا بالاسم الحالي ليبيا تيمنا بولاية رومانية قديمة كان قد أسسها في شمال بلادنا للادعاء بأنه ليس محتل وإنما مجرد عاد الأحفاد إلى بلاد الأحفاد