قصة

عاصفة دانيال

من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي
من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي

ابني الشاب الوحيد، ننام أنا وهو في المربوعة، بينما الزوجة وبناتها الأربع تنام عند أختها في الفتايح1.  الساعة تقترب من الثالثة قبل الفجر، كان المطر يهطل في الخارج بغزارة.

قال لي ولدي الوحيد، بالأمس:

– الاسبوع القادم يا أبي قالوا لنا إن الإفراجات والتعيينات سوف تظهر.

على إثر دوي مروع وانفجار قوي للسد، كل واحد منا قفز ببطانيته واقفاً، فجأة خبطت الباب موجة عنيفة اقتحمت الغرفة، تلتها في ثوان موجة ثانية وثالثة، ارتفع منسوب المياه نكاد أن نغرق في الغرفة، بحثنا عن الباب، دفعني ابني الشاب أمامه ثم أراد أن يخرج رأسه، تعلق كأنه في حبل مشنقة لم يستطع أن يخرج، بينما خرجت وابني يصرخ في:

– سامحني يا ابي سامحني …سا…محن…ي

ورمتني الموجة في الخارج، وقد ضاع ابني مني!


1- الفتايح: أحد أحياء مدينة درنة.

القصة مبنية على أحداث حقيقية حدثت خلال فيضان وادي درنة في 10 سبتمبر 2023، على أثر عاصفة دانيال.

مقالات ذات علاقة

من لا يحب الزهور شريرٌ ..

المشرف العام

ارتياب…

أحمد يوسف عقيلة

نفذ السمك يا قطة

محمد المغبوب

2 تعليقات

محمد امبيوه محمد 19 سبتمبر, 2023 at 17:38

إنا لله وإنا إليه راجعون و إنا إلى ربنا منقلبون
عظم الله أجركم أستاذي و رحم الله موتانا و موتاكم و موتى المسلمين . و حفظ الله الأحياء و شفى الجرحى و المصابين . قصة يتقطع لها شغاف القلب و لا نقول إلا ما يرضي الله .

رد
المشرف العام 20 سبتمبر, 2023 at 05:40

مصابنا واحد أخي
اللهم اغفر لهم وارحمهم وأسكنهم فسيح جناتك

رد

اترك تعليق