متابعات

عرض خاص وندوة نقدية حول مسرحية (ألف ليل وعين)

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

العرض الأول الخاص للمسرحية الجديدة (ألف ليل عين)

عقب ركود مسرحي طويل امتد زُهاء 8 سنوات ونيِّف تمر الحركة المسرحية في ليبيا هذه الأيام بمحاولات لاستعادة الدور الريادي للمسرح حيث أقامت فرقة المسرح الوطني عرضا مسرحيا خاصا بعنوان (ألف ليل وعين) استعدادا للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح، حضره مجموعة من الكتّاب والنقاد المسرحيين والمثقفين والمهتمين بالحركة المسرحية الليبية، وذلك مساء يوم الخميس 31 من شهرأغسطس الجاري على رُكح مسرح معهد جمال الدين الميلادي بطرابلس، العمل من تأليف وإخراج “نوري عبد الدائم”، وقد شارك في بطولته كوكبة من الممثلين والممثلات نذكر منهم : “مهيبة نجيب”، و”أيوب القيب”، و”بسمة الأطرش”، و”مريم العزابي”، وعلى هامش التدريبات النهائية للعمل التقينا بالكاتب “رضا بن موسى“، وهو أحد المشاركين في العمل المسرحي الذي حدثنا من جانبه عن أبرز المفاهيم التي ترتكز عليها المسرحية مشيرا إلى أن شريحة الحذّاق والانتهازين غالبا ما يتم توجيههم، ومحاولة وضع قوالب لحركتهم العامة مما يجعلهم يتبعون السياقات التي وضعوا من أجلها، ومع مرور الزمن وتراكم الخبرات يتحول هؤلاء الأشخاص إلى منافسين ما يدفعهم للثورة والتمرد بيد أنهم يقعون لاحقا في ذات الأدوار المُمَارِسة للتعسف والوصاية، وأضاف بن موسى بأن هنالك مجاميع تمثل الناس بوجه عام من ضمنهم الحضور اللافت لصوت المرأة فهي تُعبّر كثيرا من خلال (المونولوجات) عما تعانيه وما تقدمه من تضحيات كبيرة، وتابع بن موسى بالقول : وفي خضم هذه الثيمة تدور عدة حكايات ندرك عبرها ما يكابده ويعانيه الناس في تفاصيل حيواتهم اليومية من قسوة الواقع واضطرابه وسرياليته وحتى لامعقوليته أحيانا.

إبراز حضور المرأة
فيما حدثتنا الفنانة “بسمة الأطرش” عن طبيعة مشاركتها في المسرحية قائلا : بأنها تجسد دور إحدى السيدات اللواتي يمثلن المجتمع ويبحثن عن مكانتهم بجوار نظيرها الرجل داخل المجتمع، مضيفة أن المرأة لابد أن يكون لها دور حيوي خدمة لمجتمعها ووطنها أسوة بأخيها الرجل سواء كانت في المنزل أو في ميادين العمل المختلفة مشيرة إلى أن المسرحية تتناول في تفاصيلها عن دور والنساء وضرورة أن تكون لهنّ أدوار فعالة، من جهته أعطى الشاعر “محمد الدنقلي” باعتباره مشاركا في المسرحية ملامح عن العمل مبينا بأن المسرحية تعد لونا ونوعا جديدا من المسرح على الأقل في ليبيا، وفكرة المخرج تلخصت في استعانتهم بمجموعة من النجوم يظهرون بصفاتهم الحقيقية وبأسمائهم.

طرح إشكاليات المجتمع الشائكة
ثم تلى انتهاء العرض المسرحي إقامة ندوة خاصة لرصد الآراء الانطباعية عن المسرحية قدمتها وأدارتها الكاتبة الصحفية “فتحية الجديدي“، وشارك فيها عدد من الكتاب والمسرحيين بمداخلاتهم، حيث أشار الكاتب “نور الدين الورفلي” إلى أن المسحرية تنطوي على الكثير من (الكلشيهات) لافتا إلى أهمية وجود الطرح الرمزي والاسقاطي فحتى الأجزاء التي قُطِّعت كانت أشبه ما يكون بالتقطيع السينمائي، وهي ترجمة حقيقية للواقع الليبي وحجم معاناة المواطن لتنجح المسرحية في إعادة طرح الإشكالية الشائكة، كما أضاف الكاتب “منصور أبوشناف” أثناء مداخلته قائلا : لقد تابعت العمل منذ بداياته ولاحظت أن العمل امتلك قابلية مطواعة للنمو والتطور فالنص المكتوب ليس جاهزا كونه أقرب للكتابة الرُكحيّة، ولهذه المسألة مزايا وعيوب، واعتبر بوشناف أن ما شاهده هي بروفة تدريبية فالعمل تعوزه وينقصه عنصر الإضاءة والملابس والإكسسوارات، يرى بوشناف بأن هذه الهنّات أدت بطبيعة الحال لغياب ما يقارب الـ30 % من احترافية العمل.

الجدار الرابع
بينما كان للفنان “حسن قرفال” مداخلة أعرب من خلالها عن اعجابه بالمسرحية كونها بداية جيد جدا تُلقي بحجر وسط المياه الآسنة مردفا بالقول ” نحن الآن لسنا بصدد توجيه ملاحظات نقدية حول العمل وأي مآخذ وعيوب عن العمل تُغفر في ظل ما مرت به الحركة المسرحية في ليبيا، مؤكدا بأن النص المسرحي على مستوى العالم لم يعد له قدسية فالنص المتماسك يُنجز من خلال شخصين الكاتب والمخرج، بدوره أوضح الكاتب “يونس الفنادي ” أن رسالة العمل مؤادها الوطنية بامتياز أما تقنية إسقاط الجدار الرابع عادت بذاكرتي لمسرحية من أجمل الأعمال التي قدمت على المسرح الليبي (نقابة الخنافس) في مطلع سبعينيات القرن المنصرم تأليف “الأزهر أبو بكر حميد” وإخراج “محمد القمودي” إذ تم الربط ما بين الجمهور والممثلين وأضاف الفنادي بالقول : برغم مكونات الديكور البسيطة جدا بيد أن دلالاته عميقة.

مقالات ذات علاقة

أمسية شعرية وفنية في رحاب قصر الخلد

مهند سليمان

صدور عدد جديد مجلة رؤى الليبية

المشرف العام

محاضرة عن آفاق الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالإبداع الشعري

مهنّد سليمان

اترك تعليق