1
رجلٌ طيبٌ السريرة نظيف اليد والذمة حسن الخلق، ذهب إلى أحد حكماء المدينة متحيراً قلقاً، عند وصوله أذن له الحكيم بالدخول.. اقترب الرجل الطيب من الحكيم وسأله مُتحيراً: يا سيدي الكريم إنّ ثمة شيء حدث وقد عجزت عن تفسيره أتأذن لي بأنْ أخبرك عنه، فقال الحكيم: أجل، تفضل.
2
أعتدل الرجل الطيب في وقفته وتلاقى حديثه مع الذهول وعبء البوح وقال: لإبني اِبنٌ يكاد يبلغ من العمر عشرون عاماً، في الآونة الأخيرة ظهرت عليه اِمارات الثراء العجيب وأصبح لديه ثروة طائلة تصل السماء، وعندما سألته عن ذلك ومن أين جاءته وكيف جنى هذه الثروة قال لي: ذاك من شطارته وعرق جبينه.
3
تنهد الحكيم ببطء وابتسم ثم قال: دعني أقص عليك قصة.. في اِحدى الأيام خرج رجلٌ عجوز إلى الصيد وكان على عجلٍ من أمره فبدلاً من أن يلتقط بندقية الصيد التقط عكوزه ظناً منه أنّها البندقية، وبينما هو في البيداء ظهر عليه ذئبٌ شرسٌ جائعٌ عندها صوب العجوز بالعكوز وشرع يطلق الرصاص.. طلقةٌ إثر طلقة ٌ حتى أردى الذئب قتيلاً وقد خرّ على الرمل بدمً ينزف مغرورق جثة هامدة، أجل لقد سقط الذئب الشّرس ولم يبرح مكانه ملّطخاً بالدم.
4
عندها وفي لمح البصر، نظر الرجل باستغراب لا يخلو من الاستفهام والتعجب الى الحكيم وصاح مندهشا: مستحيل.. مستحيل.. لا يمكن، من المؤكد أنّ أحدٌ آخر أطلق النار على الذئب!؟ كيف للعكوز أن يقتل ذئباً؟
5
ابتسم الحكيم وقال: ايها العجوز الطيب ها أنت اجبت عن سؤالك ولا حاجة لي للإجابة عنه.