في سوق الجمعة، بادرني بائع المقتنيات القديمة قائلًا:
– محظوظ، احتفظتُ بها لك كالعادة.
عرضها أمامي: المتنبي، بول إيلوار، جوركي، الجواهري، السيَّاب، البياتي، نجيب محفوظ، النيهوم الشلطامي، لوركا، مالك بن نبي، توقفتُ عن التصفح، دفعتُ له ثمنها كلها، أضاف:
– نادرة؛ تساوي أكثر من ذلك.
فوجئنا بشخص مهترئ الثياب، يفتح كيسًا متسخًا تساقطت منه شهادات تقدير، ودروع تكريم، قال:
– وجدتها ضمن المخلفات خارج قصر باعه الورثة؛ أخبرني حرّاس مالكه الجديد، أنهم تركوها.
طالعتُ ما كُتب عليها: “تقديرًا لفخامتكم في خدمة الوطن…”.
سمعتهما يتجادلان:
– بكم تقدر سعرها.
– لا شيء؛ لن يشتريها أحد.
انحنى الرجل، همس لي باستحياء:
– أقْنِعه يا سيدي أن يدفع لي مقابلها ثمن وجبة للأولاد.