حوارات

هدى الغول: الشعر.. لغتي حين أرغب في التعبير عن أناي وعن الآخر!

حاورها: رامز رمضان النويصري

الشاعرة هدى الغول
الشاعرة هدى الغول

يقال إن الشعر كجنس أدبي، هو أرقى أنواع التعبير عن الذات الإنسانية، وكل حالاتها، وهو الأداة القادرة على فتح كل الأبواب المغلقة، واكتشاف ما خلفها!

والشعر يتحول على لسان الشاعرة إلى أداة بوح وصوت للتعبير عن الذوات ومواجهة ما يمارسه المجتمع ضدها، لذا فإن التجربة الشعرية النسائية في ليبيا، على سبيل المثال، تجربة مميزة ومغايرة، ومثابرة في ذات الوقت.

طيوب، تتوقف في هذه الفسحة مع الشاعرة هدى الغول، التي بالرغم من دراستها العلمية المتخصصة، التي يمتزج فيها الشاعري بالمنطقي المعرفي!

امرأة مثابرة وعصامية لا أهاب الطرق الوعرة ولا يهزمني الفشل

بداية؛ من هي هدى الغول؟

لا أعرف كيف أصف نفسي، ولا أدري كم مضى من الوقت حتى وجدتني، امرأة مثابرة وعصامية لا أهاب الطرق الوعرة ولا يهزمني الفشل ما دمت أخيرًا سأحقق ما أصبو إليه.
وكيف عبرتي المسافة بين الاقتصاد، والرياضيات، والشعر؟

وثبت بينهم.. في الرياضيات وجدت متعتي بين الأرقام واللوغاريتمات التكامل والتفاضل والنهايات، كنت أتعجب من نفسي كيف أصل إلى حل المعادلات وأجعلها متساوية الطرفين رغم صعوبة الأمر عند البعض، كنت أجد متعة مع الجبر وخصوصًا المصفوفات وعملياتها المتشعبة.. لم تكن الفكرة مجرد عمليات قسمة وضرب، جمع وطرح إنما كانت متعة لذهني ولروحي…

الاقتصاد.. حقًا لم أختر هذا المجال فقرار أبي هو الذي ساد وقتذاك واتبعته رغم عشقي للهندسة ورغبتي فيها وقبولي من قبل الكلية.. لعل القدر هو الذي يحكمنا وخضوعنا للعائلة ذاك القيد الذي قلما ينكسر.. في الاقتصاد وجدت منعطفًا نحو الرياضيات والحسابات لكن الأرقام هنا اختلفت وأضحت بلغة المال، تعلمت من تلك اللغة أن المال عصب الحياة، فالأرقام هنا قيم وعملات ترتفع وتنخفض من خلالها يحدث الثراء أو الإفلاس، من خلالها تسمو دولاً أو تصبح ناميةً ومتأخرة، عرفت أن للرقم “صفر” قيمة تزيد من قيمة المبالغ وتصبح قيمة مرعبة للشركات إذا جاءت مجردة.. في الاقتصاد عالمٌ خفي وفيه أيضًا متعة الاكتشاف والعشوائية والانتظام، فيه الاندثار والاستمرارية، تعلمت منه كيف أخوض الحياة من خلال صنع القرار والتنبؤ وحلول المشكلات واستراتيجيات التغيير وتطوير الذات.. سأكون ممتنة لأبي على اختياره لهذا المجال ما حييت.

الشعر.. كما ذكرت سابقًا هو لغتي حين أرغب في التعبير عن أناي وعن الآخر، وجدت نفسي به من البداية بالتأمل والانطواء والاختلاط، وفي تقلبات الحياة معي، وجدته في قصائد الشعراء التي درسناها بمنهج اللغة العربية وفي قراءاتي للكتب من مكتبة والدي وغيرها، عرفت الشعراء بقصائدهم وحيواتهم بحثت عن سيرهم، رغم انشغالي بالدراسة كنت اقرأ الشعر وبالأخص في الإجازات أبحث في المعاني وأكرر ما اقرأه، حتى في قراءاتي للروايات كنت أبحث عن لغة الشعر فيها، بدأت الكتابة كمتنفسٍ من خلال تدوين خواطري وبعض مذاكرتي اليومية.. أذكر أني عرضت أحد دفاتر خواطري في الصف الأول ثانوي على معلم الرياضيات الذي كان من مصر الشقيقة، لم أدرك حينها لماذا لم أعرضه على معلمتي الليبية في اللغة العربية! لعله كان خوفنا من الحديث عن الحب والرومانسية ونحن بهذا العمر ولعله انغلاق مجتمعنا وقتذاك، كنت أنمي قدرتي على التعبير فكم مزقت من أوراق من دفاتري حين اكتشفت هفواتها بعد حين، وجدت في الشعر حريةً وملاذًا، وانطلقت بالنثر بعد تجارب عدة اخفقت في بعضها ووفقت في أُخر، أستطيع أن أقول إني مازلت قيد التجربة ولم تكتمل بعد تجربتي الشعرية.

وكيف تقيمين نتاجك في مجال الاقتصاد؟

رغم قلة ما كتبت في هذا المجال، لكن لا بأس به خصوصًا أنه بات مرجعًا للبحوث العلمية في بعض جامعات الوطن.

شموس لا تَحفل بدفئها

بدأتُ بكتابة الخواطر ورسائل الحب لزميلاتي

نعود للشعر؛ كيف بدأت تجربتك في كتابة الشعر؟

بدأتُ بكتابة الخواطر ورسائل الحب لزميلاتي اللاتي يبعثنها لأصدقائهن، الخواطر هي أكثر ما وجدت كبداية للكتابة أخذت المواقف المؤثرة وصورتها بحسي على الورق وكثيرًا ما وظفت وجداني ومن هنا انطلقت نحو الشعر.

كيف تصفين رحلتك الشعرية؟

رحلة مائزة وممتعة مثل الإبحار تمامًا، أجد فيها المتوقع وغير المتوقع، فيها المغامرة والاكتشاف وسعة البصيرة والإدراك واصطياد اللحظة والتنقيب عن نفيس المعنى.

ما الذي قدمته منصات التواصل للشاعر؟

الحرية في الطرح والتناول وفي التلقي أيضًا والانفتاح الكبير على الآخر كمتفاعل وكتجربة أخرى قد تؤثر أو تزيد من الخبرة.

تنشرين في أكثر من منصة وموقع.. كيف تجدين هذا الأمر؟

أراه من ناحيتين؛ الأولى إيصال صوتي للمتلقي وفتح طاقة استيعابية أشمل، ومن ناحية هي مسؤولية أمام تلك المواقع والحفاظ على أنظمتها ومكانتها.

وماذا عن ردود الأفعال؟

ليس بالشكل المرضي رغم تحقيق نصوصي لأكثر من شهر خاصية الأكثر القراءة على موقع شبكة المدار الإعلامية الدولية.

ديوان (لغتي المتطرفة) للشاعرة هدى الغول
ديوان (لغتي المتطرفة) للشاعرة هدى الغول

اليوم العالمي للرياضيات

هي لغتي حين رغبت في الخروج بصوتي إلى العالم

لغتي المتطرفة.. هو باكورة إنتاجك الأدبي، ماذا تخبرينا عن هذه التجربة؟

هذه التجربة هي عصارة سنوات البداية إلى أن صدر هذا الكتاب الذي وجدت صداه لدى أغلب أصدقائي من كتاب وشعراء وقراء ومتأثرين لكن كبداية حققت لي الرضا والحمد لله

عرفينا أكثر عن لغتك المتطرفة؟

هي لغتي حين رغبت في الخروج بصوتي إلى العالم.. كتاب ورقي يتكون من 136 منها 132 نصوص نثرية شعرية، ولم يأتِ بتقديم  لأني حينها عرضته على ناقدين أحدهما ليبي والآخر  عربي وقد ماطلني الاثنان في الوقت الذي كانت تستدركني المدة التي اتفقت فيها مع الناشر، لم آبه حينها خصوصًا بعد تشجيع أصدقائي ومتابعي  بعد صدور الكتاب لم أجد فيه نقيصة
من حيث أنه حظى بتقديم نقدي أو لا .

كيف تقيمين علاقة النقد بنتاجك الإبداعي؟

ليس ثمة علاقة وثيقة بينه وبين النقاد إلا محاولات بعض الأصدقاء التي اعتبرها على الصعيد الشخصي مرضية.

فص التوت

الكتاب الرقمي أكثر انتشارًا وأسهل تسويقًا

وفي رأيك لماذا يصر المبدع على الإصدار الورقي، في عصر الرقم والرقمية؟

لا أعرف لم أكن مصرةً على إصدار كتابي الأول ورقيًا ربما لأنني من قراء bdf على حد التصنيف فأرى الكتاب الرقمي أكثر انتشارًا وأسهل تسويقًا من ناحية النقل ومن نواحٍ أخرى تتعلق بدور النشر وسياساتها، ورغم أهمية الاصدار الورقي كجانب يضاف إلى الكاتب وصفته وخصوصيته إلا إنه لا يمكننا اليوم تهميش الكتب والصحف والمجلات الرقمية والمواقع الثقافية.

ما هي مشاريعك الأدبية القادمة؟

متأنية إلى الآن في إطلاق أي مشروع أدبي جديد.

كلمة أخيرة..

استمتعت كثيرًا بلقائكم هذا وبأسلتكم التي أتيحت لي فيها فرصة للإفصاح والإفصاح عن ذاتي مودتي وتقديري لهذا الموقع بلد الطيوب وعلى جهودكم المميزة التي ساهمت بشكل كبير في إبراز أصوات المبدعين وتبني مواهبهم فضلًا عن أنها وسيلة تواصلهم مع المتلقي.

مقالات ذات علاقة

تشكيلي ليبي يتألق بين الحروفيات وتصميم العملة

المشرف العام

الطيوب تحاور الناشرة “فاطمة حقيق” حول صدور إبداعات أدرنية

المشرف العام

المصراتي هو حقاً شخصية متعددة الجوانب وهو حقا نسيج وحده

رامز رمضان النويصري

اترك تعليق