المقالة

أغانينا القديمة

أغنية ضي القمر
أغنية ضي القمر

عندما أستعرض عدداً كبيراً من الأغاني الليبية القديمة، فترة ازدهار الأغنية الليبية الحديثة، أجدها تقريبا كلها جميلة، أغاني المالوف على تنوعها، بلد الطيوب، أرض الزهر والحنة، طيرين في عش الوفا، عرجون فل، سافر مازال، رد الشيرة، من القلب ولا العين، يا غالية، حوش العيلة، والجوبة بعيدة، وأغان أخرى كثيرة جداً لا يتسع المجال لذكرها جميعا.

وعلي هنا، ان أسجل حتى لا تذهب الظنون بعيدا، بأني لست مع مقوله (الشعوب لا تنسجم إلا مع تراثها)، لأني بحكم التجربة والواقع استمتع جدا بالاستماع لعدد مهول من المغنين والمغنيات من أنحاء العالم، إضافة لليبيين والعرب. ومع ذلك يظل المتفوق الأبرز عليهم جميعا هو (أدريانوا شلنتانو) الإيطالي، أي أني عندما أقول إن الأغاني الليبية القديمة تقريبا كلها جميلة، هذا يعني أني لست منحازة.

يقولون إن الازدهار عندما يعم مكانا ما، فإنه يطال كل شيء فيه، وعندما يعم العكس فهو أيضا يطال كل شيء، إلا أني أعترف وبكل صدق أن أغنية (ضى القمر) التي كتب كلماتها الصديق العزيز الشاعر الاستثنائي سالم العالم، ولحنها الدكتور الموهوب تامر العلواني، وغناها المطرب المصري المميز محمد محسن، كسرت قاعدة الجملة السابقة بامتياز.

لا اعتقد أني أبالغ إذا ما قلت، إننا منذ سنين لم نسعد بسماع أغنية ليبية جميلة، تستحق بامتياز أن تكون امتداداً حقيقياً، يليق بإرث فني ضخم ونفيس، لحقبة ازدهار الأغنية الليبية فترة الخمسينيات والستينيات وأوائل السبعينات.

وعلى الجيل الجديد الذي قد لا يتفق مع رأيي إمدادي بأمثلة لأغان أخرى تستحق الإشادة، غير أغنية (ضى القمر)، لأني بصراحة أترف مرة أخرى بأني لا أعرف جميع المغنين الليبيين الجدد، ولا كل أغانيهم.

ختاما ابارك لفريق أغنية (ضى القمر) فوزهم المستحق جدا بجائزة سبتيموس لأفضل عمل غنائي لهذا العام.

ونقوللهم راكم يا جماعة اتكسدوا واطولوا علينا بعد (ضى القمر).. رانا في انتظار المزيد والاحلى منكم.


مقالات ذات علاقة

السؤال التائه: أين الكتاب الليبي؟!*

خليفة حسين مصطفى

مع هيرودوت وجها لوجه

يوسف الشريف

السوشيال ميديا ميعت ما تبقى من فن في ليبيا

أحمد الغماري

اترك تعليق