المقالة

الوطن وحكاياته

(1) الفتاشه وعاشوراء…

ومع مقدم العام الهجرى الجديد كان سكان المدينه جميعا يحتفلون بذلك… يستقبلونه بالترحاب من بعيد… ويضعون على عتبات البيوت والغرف جيرا اْبيض تيمنا واستبشارا باْن يكون العام كله اْبيض لاشية فيه. وكان الاطفال فى الليل ياْكلون الكسكسى وعظيمات العيد وعصبان الشمس.. وكانت (الفتاشه…) تاْتى اخر الليل وتبقر بطون البعض منهم وتملؤها بالاحجار… لانهم لم ياْكلوا تلك الليله… وبعد ايام يخرجون مبتهيجين حاملين اطباق الفول والحمص يرددون بصوت عال… عاشوره عاشورتى… كان الفول لذيذا وجميلا . كان يرتبط بالاذهان عبر بائعات الفول فى القفاف.. يحملنه وينادين عليه… وكذا الباعة كل صباح… فى الازقه وفى الاسواق وامام المدارس ودور السينما وعبر المقاهى… وعاشوره عاشورتى.!! من التاريخ.

(2) من التاريخ…

عمر فائق شنيب من الشخصيات الوطنيه الشهيره التى اسهمت فى النضال وبناء الدولة الليبية. كان احد اعضاء لجنة الواحد والعشرين ثم نائبا لرئيس الجمعيه التاْسيسه الوطنيه(الستين)وكان رئيسا للجنة الدستور. كان احد صناع الاستقلال مع غيره من رجال ليبيا الحقيقين وهو مصمم العلم الوطنى الذى اقره الدستور الليبى فى مادته السابعه. اثناء تكوين جيش التحرير السنوسى فى الكيلو تسعه غرب القاهره فى 9 اغسطس 1940… كان فى مكتب ادارة الجيش وسكرتارية الامير ادريس . من ضمن المواقف الوطنيه التى لايعلم عنها الكثيرون شيئا هذه الايام (والوطنيه الصادقه تعمل ولاتعلن عن نفسها) انه خرج ذات يوم من مكتبه فى حافله مليئة بالركاب متجها صوب معسكر الجيش السنوسى وكان معه مبلغ كبير من المال بمقياس ذلك الوقت لسداد وصرف مكافات الجنود والضباط… وهى بسيطه فى كل الاحوال… بالكاد تسد الرمق.. فماذا حدث؟ نشل احد اللصوص المبلغ ونزل من الحافله مسرعا فى لحظة لم يفطن فيها السيد شنيب بذلك. ماذا حدث ايضا. التزام وواجب عليه… وحقوق للاخرين العاملين من اجل الوطن البعيد… ماذا يفعل والظروف صعبه… والحرب تسود العالم… والوطن بعيد. لم يتردد… رجع مسرعا الى بيته. طلب من السيده زوجته ان تسلمه بعض حليها وكان من الفضه… عرضه للبيع وقبض الثمن وكان متسقا مع المبلغ المخصص للمكافات ورجع باكثر سرعه الى المعسكر وسلم الحقوق الى كل جندى وضابط وهو مرتاح الضمير ولم يحك عن ذلك شيئا… ولم يقبض اى ثمن مقابله. الكثيرون علموا بذلك بعد اعلان الاستقلال بسنوات. رجال… هل ثمة من يشبههم الان فى هذه الظروف الصعبه… والاموال المهدره؟! شىْ عجيب.

(3) شىْ عجيب…

عجب… الدنيا جابت مافيها بالصحيح… يعترفون بعلم الاستقلال… ولايعترفون بالدستور الذى نص عليه فى مادته السابعه!! اللسان.

(4) اللسان…

كان لسان الحال يقول فى البدايه.. كل شى سيغدو سهلا بعد نهاية القذافى.. غير نفتكوا منه بس ياسويدى.. ثم.. ثم.. الى اخره.

(5) تشريفات…

بعضهم لايستطيع ان يقوم باْكثر من ذلك (هذا ماعطاه ربى)… مجرد تشريفاتى يجيد الاستقبال والترحاب والابتسام والتجهيز… وارتداء البذل الفاخره.. فقط. انه جاهز دائما لحظة الاستقبال. عطش.

(6) عطش…

الليبيون فى (رحلة العطش الدستورى) يبحثون عن دستور… يقطعون المجاهل المظلمه والدروب الموحشه… بلا دليل. وهو فوق ظهورهم محمول!! الاصدقاء الثلاثه.

(7) الاصدقاء الثلاثة…

محمد حسين القزيرى والصادق رجب النيهوم واسعد احمد المسعودى… ابناء جيل واحد… فقد ولدوا جميعا عام 1937… وجمعتهم كلية الاداب بالجامعه الليبيه… تخرج الاول فى الدفعة الاولى عام 1959 من قسم اللغة الانجليزيه. والثانى والثالث تخرجا فى الدفعة الثالثه منها عام 1961 . النيهوم من قسم اللغة العربيه والمسعودى من قسم اللغة الانجليزيه. اتفقوا فى الحلم والدراسه وتميزوا بالذكاء وحسن الخط واجادة اللغه. ثم جمعهم شهر نوفمبر فى الوفاة ايضا… القزيرى توفى ودفن فى مانشستر فى 15.11.2007. والنيهوم توفى بجنيف فى 11.15.1994 ودفن فى بنغازى. والمسعودى توفى ودفن بطرابلس يوم 12.11.2010. ثلاثة من جيل الثلاثنيات فى ليبيا… رحمهم الله جميعا فى ذكراهم. 4 الاف روايه.

(8) أربع الاف روايه…

بعض (اقول بعض) روايات وكتابات من قضوا سنوات او اقل فى سجون امعمر… تذكرنى بروايات رحلة اربعة الاف يوم من العمل السرى… هل تعرفون مااسم مؤلفها؟ ساقاط.

(9) ساقاط…

ستظل امورنا مقلوبة جدا… طالما ظل هناك (ساقاط) فى ذاكرتنا ! لقاق.

(10) لقاق…

احدهم وكان (لقاقا)عبر كل العصور… ذهب الى العاصمه يمنى نفسه بمنصب وخلافه. ظل يبوز على اصدقائه وجيرانه. قائلا. توا تشوفوا! ذاح فى العاصمه. التقى المسؤول دون نتيجه رجع بسباط حنين عندما ساْلوه.. ماذا ولاك الرئيس؟ من فوره اجاب. ولانى قفاه!!..

مقالات ذات علاقة

لبنغازي مَذاقُ الأسطورة

أحمد الفيتوري

من “درنة” إلى “ستراسبورغ” الكسكسي في مواجهة الفاشية

سالم العوكلي

مجانبة الهدف

عمر أبوالقاسم الككلي

اترك تعليق