كيف لي أن أتنازل عن مكانتي؟ كيف لذاتي أن تخضع لمنزلة لا تناسبها، كيف لها وهي لا تهبط إلا على متن كلمة ولا تتواضع إلا للثم خد كتاب، أنا التي تتصارع الحروف في قلبي ، يعلو الشهيق ويهبط الزفير على إيقاع أبجديتي وتتربع اللغة وتتصارع في عروق يدي النافرة أرها منمقة جدا تحت جلدي الشفاف، أتابعها وكأن الدم في عروقي كلمات، عبق لغتي العتيق ينهمر مني تارة يسيل من سن قلم على الورق وتارة ينطبع بفعل أناملي التي تلعب على أزرار حاسوبي وأخرى أنثره في المفكرة المدفونة بين تطبيقات هاتفي المحمول، يمتلئ صدري بالورد والياسمين والنوار لمجرد وجود كتاب يشاركني أغطيتي، ويزهر كياني إذا فاحت رائحة مكتبة في الحي، تنفجر مشاعري وقت القراءة، هذه الهواية زرعت في حياتي حياة أخرى، هذا الكتاب هذب أطراف روحي وذاك تغلغل بين تجاعيد ذاكرتي وذلك يثير حنقي، لا أستوعب ارتفاع سقف روعته ، هذه الصفحات هشة رقيقة كامرأة وتلك تزعزع ثقتي بمفهوم الجمال وأخرى تحتضنني وتنصت إلى شكواي، أول كتاب تفتحت عليه عيني ومداركي كتاب “ألف ليلة وليلة” وأول مكتبة تهت بين ردهاتها هي مكتبة والدي، كان والدي يحمل الكتب والمجلات التي يشتريها وبعد قراءتها يدفع بها إلى، كان يعرف أبنته جيداً التي يسيل لعابها لمجرد وجود ورقة وقلم وما خلوت إلا وفي يدي كتاب، وكتاب يعرفه خيراً من كتاب لا يعرفه، أذكر أنه مرة جلب ثلاثية “نفق تضيئه امرأة واحدة” للكاتب أحمد إبراهيم الفقيه ووجدني أحملق في ما بين يديه، ولأنني أعرف والدي جيداً فهو لا بد أن يقرأ الرواية أولاً، فقد اختفت هذه الثلاثية الرائعة من غرفة والدي بعد أسبوع، حرقها وهو يعرف أبنته جيدا ولا يدري أن طفلته قد قرأت رائعة الفقيه ثلاث مرات العام الماضي وأنها تبادلتها سراً مع صديقات الدراسة ، الله يرحم الوالد و يرحم الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه رحمة واسعة .
المنشور السابق
المنشور التالي


خيرية فتحي عبدالجليل
خيرية فتحي عبد الجليل. مواليد مدينة البيضاء.
خريجة جامعة قاريونس – بنغازي.
معلمة ثانوي – تخصص كمبيوتر.
تكتب الخاطرة والقصة القصيرة.
أعدت في صحيفة الجبل الأسبوعية بمدينة البيضاء 1998/م وصحيفة الكلمة الحرة البيضاء 2012/م.
أعدت للإذاعة الجبل الأخضر عدة برامج ثقافية واجتماعية منها برنامج واحة النصف الأخر ، برنامج مرآتي ، برنامج قاموس المعلومات ، وبرنامج تحت أهداب القمر.
شاركت في عدة أمسيات للشعر والقصة القصيرة.
تحصلت على جائزة الترتيب الأول في مجال القصة القصيرة على مستوى ليبيا ضمن مهرجان لمواهب الشابة الذي أقيم في مدينة بنغازي . سنة …..1996 م.
تحصلت علي الأول في مجال القصة القصيرة على مستوى ليبيا للمعلمين عن قصتي شيخوخة وقصة صرخة سنة 2000م .
نشرت في صحيفة الوطن الإلكترونية.
والآن أحد أعضاء تجمع ناشرون وهو تجمع الكتروني علمي ثقافي أدبي عام لمحبي العربية، أعضاؤه أدباء ومؤلفون وأساتذة جامعة، ودور نشر وتوزيع ومعارض كتب، وقراء وطلبة علم، يلتزمون جميعا بالاحتفاء بالصدق والعلم- الأردن.
حاليا أقوم بتحرير صفحة شظايا أدبية بصحيفة شمس الحوار الصادرة بمدينة البيضاء
أحرر صفحة واحة النصف الأخر بصحيفة “الكلمة الحرة ” التي تصدر بالبيضاء.
لدي كتاب مطبوع يحمل عنوان ” أول الفرح ” ومخطوط لرواية لم تكتمل بعد ومخطوط لمجموعة قصص قصيرة .
نشرت في صحيفة طنجة الأدبية – المغرب.
نشرت في الصحيفة الثقافية ، صحيفة الكلمة التي تصدر بلندن.
نشرت عدة مقالات في صحيفة ” ليبيا المستقبل ” التي تصدر – لندن.
نشرت في موقع قاب قوسين ، موقع إكسير ، موقع بلد الطيوب .
نشرت في مجلة أوتار الخليجية.
وصحيفة عدن اليمنية.
المواقع الإلكترونية: http://fulawaha.over-blog.com/ | http://waha2014.blogspot.com/
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك