أقول لآلهة الشعر،
بعد أن أمضيت ليلة مضنية أسمع تعاليمهم
ووصاياهم حول الابداع
وأحكامهم الواثقة عن الفن،
وبدلا أن أقول
طز فيكم
قلت أنتم على صواب
أنتم محقون
مبدعون
عظماء
أرباب
كلت لهم المديح لا من باب المجاملة
بل لأنهم طرقوا الأبواب
كونهم محاربين قدامى
خاضوا حروبهم
وتقبلوا هزائمهم ا
وقدموا لي عونا
بنصوصهم وإبداعهم
همت وقتا طويلا
مثل كلب
أبحث عن مارق حقيقي
كانوا عونا بلا شك
كانوا منارة
وراية
طز فيكم قلتها حال عودني للبيت
أنا
لا أفهم في النظريات
ولا أسئلة الشعر
ولا جدوى الكتابة.
تبقى مجدية بالنسبة لي.
أخطر شيء على الشعر أن يتحول الشاعر إلى منظر
أو قيم
أو حارس عظام بالية
أن يصير مرجعا
أو ربا
حينها أكون أول كافر به
أجدف في حقه
بل أشتمه
لا أفهم الشعر إلا عندما أمسك يساق
بفخذ عامر
أو نهد نافر
أفهمه
عندما أخوض في الجسد كما تخوض قدماي في الوحل
أو أعبر زقاق ليلا
رقاق وضيع يشعرني بالخشوع والرهبة
لدرجة تجعلني أرغب
أن أؤدي صلاة
أن أرتل شيئا ما مقدس
وعندما تلمس أصابعي البحر
رغم أني لست عاشق بحار ولا محيطات ولا أنهار
من ينكر أن الماء فاتن
فاتن كالألم
لعوب كغانية
بريء كطفل
لا أفهم روح الشعر
إلا من خلال
الأزقة
والطرقات
والحانات
والمرأة. والغرف الرخيصة،
الجوع ملهم بكل المقاييس
بكل أشكاله
وكما ترون فأنا مواردي شحيحة.
شحيحة، ومبجلة في نظري
أكره أن تقحم القهوة في الشعر
القهوة والورود
والصباحات الحالمة
والشموع المضيئة الراعشة
حتى النبيذ أستهلك صار مثل الحليب والعصائر الجاهزة
أخشى أن يزود بالفيتامينات ذات يوم.
خليلتي الفودكا وحدها لا تزال في المواجهة
لكن
بعيدة المنال
عموما، أمام هذا الطوفان من التفاهة
أحبهم
ومع هذا
طز فيهم.
المنشور التالي
جمعة الموفق
جمعة عبدالله الموفق
ولد في ليبيا بمدينة ترهونة، في 1969م.
مقيم حالياً بدولة الإمارات العربية المتحدة.
تخرج من معهد أحمد النائب للمعلمين 1988م.
عمل بالتدريس حتى العام 2000م.
بدأ الكتابة متأخراً، ونشر نتاجه الشعري من خلال المواقع الثقافية والأدبية على الإنترنت.
أصدر ديوان: مأدبة لبكاء مرّ، عن دار روافد عام 2017م.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك