(بورتريه)
جزالة التأويل تخمشُ وجهة اللغة الأريبة
مبتورة السراب كمدينة التيه
تُرضِعُ دراويشها من أثداء الشمس
تطعمُ أصابع الضوء من قمح المُفردة
مسبوغة أرض الإنزلاق
بنداءٍ فوق هامة الملحمة
جرح يلتئم في غوْرِ المدى
ينهمرُ في الخِضمِ عُشبُ الكلام
نطفة في تراب العدم
شبِقة الصلصال الحنطي
لثغة القِطاف نرجسية المزار
كعطش القبيلة
صهيل أزلي يسكن الأبد في قيامة الماء
مخافة أن يصدأ لون المطر
ورنّة المواويل في كأسكِ
لوثة مهابة السقوط
سبات ممدود إلى خصر الريح
عزلة صاعدة معجونة بالظلِّ
مُمْعِنة في شهوة النُعاس
غياب يبتكر خشخاش الرمل
مزاج بُنٍّ ودُخان
دهشة تُمشّطُ متن القصيدة البِكْر
صهوة الظِلال عالقة في بياضِ المفردة
عند منتصف الغبار
هذيان وذهول كأنّما ظفيرة رثاء مسكوب
زوبعة قديمة
تحدّقُ في الصحْو
تقترفُ الصدى الهلامي
الأسى الرتيب صِنوان
امرأة بائسة تهرعُ إلى ذاكرة الألوان
ينهمر بها العواء إزاء رقصة عشاءٍ أخيرة
عند نافذة المجاز تستعير الوجوه
تفتش عن ذاتها في ليل العابرين .