الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
مساء يوم الأحد 9 من شهر إبريل الجاري ضمن موسمها الثقافي خلال شهر رمضان المبارك استضافت الجمعية الليبية للآداب والفنون الكاتب والمخرج الليبي الشاب “نزار الحراري” في ندوة حوارية جاءت بعنوان (الدراما الليبية في شهر رمضان…السيرة العامرة نموذجا)، وذلك بقاعة الندوات بالقبة الفلكية بطرابلس، وقدم وأدار الندوة الكاتب “مفتاح قناو“، واستهل الحراري حديثه بالإشارة إلى أن دافعه الرئيس لكتابة المسلسل المذكور هو بغية البحث عن سيرة ليبية توظف خصوصيتها الثقافية والاجتماعية والثقافية تتناول الإنسان والزمان والمكان داخل الحيّز البيئي لليبيا، وتابع : كانت بأن الانطلاقة في ذهني كانت دائما من السير العربية الأولى كالسيرة الهلالية ورائعة الحرافيش للأديب المصري نجيب محفوظ فاستهوتني عملية السرد الزماني والمكاني لبيئة معينة، وأوضح الحراري أن النص الأصلي نشر لأول مرة بصحيفة الحياة اللندنية عام 2014م تحت عنوان (حوليات السيفاو)، مضيفا أن القصة باختصار ترصد واقع حياة محامٍ ينحدر من إحدى قرى الجبل الغربي أو جبل نفوسة يقوم بإعادة سرد تاريخ عائلته، وكانت العائلة عبارة عن معادل موضوعي ورمزي لسيرة ليبيا عموما، ومن هذه الركيزة انطلقت كتابة السيرة العامرية.
راجع : حوار مع الكاتب والمخرج نزار الحراري
سيرة من الخيال
وأردف الحراري قائلا : لقد حاولنا تنفيذ العمل في عام 2018م لكن لم تتيسّر لنا الأمور حينها حتى تمكنا من تنفيذ وإنتاج العمل ليخرج للنور قبل عام من اليوم، وبيّن الحراري أن هذا الطابع من السرد الروائي الذي اهتممت به كثيرا على رأسه كانت الرواية الشهيرة لماركيز (مائة عام من العزلة) ووفق هذا المنوال حاولت خلق وإيجاد قرية من وحي الخيال اسميتها (قصر الخوابي)، ومن هناك بدأت التغريبة أو الرحلة لهذه الأسرة للهروب من آلام وأحزان الشخصية الرئيسة (البشير بن عامر) في الرواية فاتخذ طريقه نحو الشرق مر بطرابلس ثم لحق بأبنائه لبنغازي وتتوالى القصة، وأشار الحراري بالقول: بدأت فعليا في كتابة النص الدرامي عام 2017 ومر بعدة أطوار وأشكال كان النص في البداية من 30 حلقة يتمد حتى عام 2000 ثم لظروف إنتاجية اضطررنا لتقسيم النص إلى جزئين الجزء الأول ينتهي عند أحداث الأول من سبتمبر عام 1969م، والجزء الثاني يستمر حتى أوائل الألفية.
الأبعاد التاريخية
من جانب آخر أبان الحراري أن الدافع الرئيس لنسج قرية خيالية كان في مضمونها الجوهري رسالة رمزية مؤادها -وحدة ليبيا- هذا المكان الذي يمتاز بخصوصية معينة وبديمغرافية معينة لتجيء القرية عبارة عن مزيج فهي ليست قرية عربية أو أمازيغية لا تتحدث بطلاقة لهجة أهل جبل نفوسة أو لهجة أهل طرابلس بل شكلت القرية الرمز، وأضاف بأن المعيار الأساسي في عملية اختيار الفريق التمثيلي وعلى رأسهم شخصية “البشير بن عامر” هو مدى التطابق المورفولوجي للممثل مع الشخصية المستهدفة، وأجرينا عدة اختبارات ليقع الاستقرار النهائي على الممثل “أحمد إبراهيم” الذي تملك هذه الشخصية بكل اقتدار، كما أوضح الحراري أن السيرة هي مروية تستند إلى قاعدة تاريخية فهي مبنية على جانب تاريخي لكنها جميعها من وحي خيال الكاتب، ومن هنا حاولنا توخي التدقيق في خصائص المرحلة من إكسسوارات وملابس وبعض الخلفيات التاريخية التي وردت في المسلسل حاولنا بقدر المستطاع أن تكون متفقة تاريخيا، فالقصة من خيال الكاتب تروي أحداث درامية معينة والخلفية التاريخية لابد أن تكون مدققة فلا أستطيع أن أضع هذه السيرة في إطار زمني وتاريخي غير مُراجع وغير مدقق.
المسرح ربّان العملية الإبداعية
وحول سؤال لماذا صُوِّرت أحداث المسلسل خارج ليبيا أجاب الحراري: إننا كفريق عمل حاولوا تنفيذ العمل داخل ليبيا لكن واجهتنا الكثير من العراقيل، ونظرا لضخامة الإنتاج صعب علينا التصوير في ليبيا فقد استغرق التحضير للعمل قرابة العام تقريبا كما حاولنا كذلك تنفيذ العمل في الأردن لكن لأسباب لوجستية لم نتمكن من ذلك ما جعل تونس هي الخيار الوحيد أمامنا، فيما أشاد الحراري بالدور الكبير الذي لعبه المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية في مراجعة وتدقيق تفاصيل النص لمدة 3 أشهر لاسيما ما يتعلق بالوقائع التاريخية، كما أكد الحراري بأن الممثل الليبي يتمتع بالكثير من القدرات والامكانات فهو لا ينقصه شيء إلا توفر الفرصة المناسبة، وتابع : المسرح الليبي أنجب العديد من الأسماء الممتازة، والشخوص الرئيسة للمسلسل أداها ممثلين ينتمون للمسرح سواء كان الممثل “أحمد حسن” أو الممثلة “جميلة المبروك” وبالتالي يظل المسرح هو ربّان العملية الإبداعية في صناعة الدراما، من ناحية أخرى أوضح الحراري بأننا نشكل الشطر الأيمن من معادلة الدراما والنقد يشكل الشطر الأيسر، وبذا أجدني أقبل النقد وأرحب بالآراء النقدية الموجهة بكل رحابة صدر، ومعظم الكتابات التي كتبت عن مسلسل (السيرة العامرية) شاركتها على صفحتي الشخصية بموقع (فيسبوك).







