المقالة

أوراق مبعثرة (2): كيف نحسن استقبال رمضان؟

رمضان كريم

بسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).. صدق الله العظيم.

يحل بديارنا هذه الأيام.. وديار المسلمين في كل مكان، ضيف كريم.. ضيف خصه الله دون سواه، بالفضائل والكرامات والنفحات والمعجزات.. ضيف كريم فيه نزل الروح الأمين بالقرآن العظيم.. معجزة الإسلام الخالدة.. ودستوره القويم.. وهدية الخالق لأمة، هي خير أمة أخرجت للناس.

إنه شهر رمضان – إخوتي الأعزاء – شهر الصيام والقيام والقرآن.. شهر صيامه من أقدس الفرائض وأكرمها عند الله تعالى.

إنه شهر ليلة القدر: ليلة القدر المباركة.. ليلة هي خير من العمر كله.. فيها تتنزل الملائكة والروح بإذن ربها على قلوب المؤمنين.

إنه شهر الجهاد والفتوحات: فيه كان فتح مكة.. نصر الله المبين.. الذي منه انطلق الإسلام يرتاد كل البقاع.. ويغزو كل القلوب.. حتى دخل الناس في دين الله أفواجا.

إنه شهر العزة والكرامة: فيه كانت وقعة بدر الكبرى.. التي أعز الله بها المسلمين.. ورفع راية الحق والدين ودك معاقل الشرك والمشركين.. شهر نصر الله فيه المسلمين، على قوى الكفر والعدوان.. في كثير من المواقع والبقاع.

إنه شهر الوحدة الكبرى: هذا هو رمضان.. شهر الوحدة بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. فيه تتوحد مشاعرهم وتوجهاتهم.. في أدائه وصيامه.. في قيامه وقرآنه.. في تهجده وسحوره.. مهما تباعدت ديارهم، واختلفت أجناسهم، وتباينت ألوانهم، وتعددت لغاتهم ولهجاتهم. يسوي رمضان بينهم ويوحد مشاعرهم وأعمالهم..

إنه شهر المحبة والتسامح: هذا هو رمضان – إخوتي الأعزاء – شهر المحبة والسماحة والبر والتقوى.. شهر التحرر من رغبات الجسد، ومطامعه ولذاته.. شهر انتصار النفس المطمئنة على النزوات والشهوات.. شهر يرتقي فيه الصائم من درك الشهوانية والحيوانية.. إلى مدارج أسمى وأرق وألطف.. من نوازع النفس الأمارة بالسوء.. ومن شواغل ومتاعب الجسد الفاني.

فكيف إذن.. نحسن استقبال هذا الضيف الكريم؟

علينا أن نعقد العزم من الآن.. على أن نحسن استقبال هذا الضيف الكريم.. بالتوبة والطاعة والنية الصادقة على المحافظة فيه على الصيام والقيام.. وإحياء لياليه بتلاوة القرآن.

علينا أن نحسن استقباله بالعفو والتسامح.. بالصفاء والمحبة.. بالذكر والعبادة والطاعة.. بالصدق والإخلاص.. بالتوبة والإنابة.. بحسن الخلق.. وبالفرح بقدومه… نعم.. علينا أن نستقبله بقلوب يملؤها الفرح بلقائه.. ذلك أن الفرح بقدوم رمضان من علامات إيمان المرء.. الذي يمتثل أوامر الله، طاعة وانقيادا.. وينتهي بنواهيه أملا في رضوانه ورضاه سبحانه وتعالى.. يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (من فرح بدخول رمضان، حرم الله جسده على النيران).

اللهم استعملنا في الخير.. ووجه قلوبنا إلى طاعتك وطلب رضاك..

آمـين.. وكل عام والجميع بخير.

مقالات ذات علاقة

هل قرأنا علي عبداللطيف حميدة؟ (1-2)

المشرف العام

رشاد الهونى… رحيل إلى المستقبل

سالم الكبتي

غاية الكتابة

حسن المغربي

اترك تعليق