شعر

يد الموناليزا

من أعمال التشكيلية شفاء سالم
من أعمال التشكيلية شفاء سالم

في الحرب
كنت ألعب عند باب البحر
غافلا عن قذائف فرسان الملكة إيزابيلا .
في الحرب لم أحفل بأسماء رفاقي الذين ضيعوني
كنت عربيدًا أعبّ النبيذ في خمارة قوس ماركوس،
صعلوكًا في (سوق الخبزة ) ابحث عن سكين لمعالجة بطيخة ناضجة
منحني إياها مزارع من سهل جْفَارَة .
**
لم أحزر حينها
أن “مراد آغا” ورهطه من الأسرى
سيبنون قلعةً حصينة .
وبعد هزيمة فرسان القديس يوحنا
سيمكثون هنا أربعة قرون
حتى تتعفّن ترهاتُهم في سقيفة التاريخ
لهذا كلّما دخلت غرفة “للاحلومة” لتنظيفها من البق والغبار
أحاذر مزاج الكسوف،
وغدر يوسف باشا
الذي يتجول في ردهات القصر متنكرًا بأردية الحريم .
لكن ماذا لو أتقنت رسم امرأة لها ثغر الموناليزا
عوضًا عن تعلّم الكلاشنكوف، وركوب المدرعات.
ماذا لو أجرينا تعديلا بسيطًا على كتبِ التاريخ العربيّ
وجردناها من كل الفرسان الذين صنعهم خيالٌ مريض،
وأوكلنا لزرياب وحده؛
تعبئة الفراغات التي تركتها سنابكُ الخيل .
**
في يومٍ ما
كنتُ كلما مررت بمحاذاة قلعة باب العزيزية
أتخيل حديقة بدلا من ثكنة .
والآن
بلادي ضاعت، وأنا لم اعد ذلك الفتى
كل ليلة أحاول تدبير ممر آمن للنوم
وأهمسُ لكِ
أعطني يد الموناليزا .

مقالات ذات علاقة

لو كان ثمة شعر

سميرة البوزيدي

ندخلها بالقٌماط ونغادرها في كفن

عمر الكدي

غسيل الموتى

المشرف العام

اترك تعليق