متابعات

ندوة حوارية تناقش كتاب العهد الملكي وأزمة الحكم في ليبيا

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

ندوة حوارية لمناقشة كتاب (العهد الملكي وأزمة الحكم في ليبيا…أضواء على سياسة محمود أحمد المنتصر تجاه القواعد الأجنبية) للكاتب الدكتور “ظاهر محمد صكر الحسناوي”

نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون ضمن موسمها الثقافي لعام 2023م بقاعة القبة الفلكية بطرابلس مساء يوم الثلاثاء 14 من شهر فبراير الجاري، ندوة حوارية لمناقشة وقراءة ما جاء في السياق التاريخي للكتاب المعنون (العهد الملكي وأزمة الحكم في ليبيا…أضواء على سياسة محمود أحمد المنتصر تجاه القواعد الأجنبية) للكاتب الدكتور “ظاهر محمد صكر الحسناوي”، الذي صدرت طبعته الأولى عن دار الرواد للنشر والتوزيع عام 2021م، وأدار وقدم مجريات الندوة الكاتب ” رضا بن موسى” التي شارك فيها كل من الكاتب “أمين مازن” ، والشاعر والكاتب “خالد درويش“، وانطلق الكاتب “أمين مازن” في استعراض سردي لورقته بالإشارة قائلا : لقد قرأت هذا الكتاب فور صدوره قبل أكثر من سنتين وقد سارعت لقراءته والتأهب لابداء الرأي لما جاء فيه لكني أجلت ذلك عندما علمت بأن الجمعية الليبية أدرجته بين الكتب التي رأتها جديرة بالقراءة الجمعية، وتابع بالقول إن العمل جاء على قدر من الاكتمال لما زخر به من الاحاطة والتدقيق فهو يتتبع صلة الملك إدريس السنوسي بالإنجليز وتنبهه لما اعترى موقف ابن عمه المجاهد أحمد الشريف من مساس بمصلحة الوطن باقرار الهجوم على الحدود المصرية حيث إن البريطانيون يحكمون خشية أن يؤدي ذلك الهجوم إلى تضامنهم مع الإيطاليين اللذين أقدموا في تلك الأيام على احتلال الشواطئ الليبية انطلاقا من معاهدتهم مع تركيا التي قررت أو أكرهت على التخلي عن الوطن العربي فنهض الليبيون للدفاع عن أنفسهم بأنفسهم، ومن غير المجدي لهم أن يحاربوا في أكثر من جبهة.

الدور الوطني لمحمود المنتصر
وبيّن مازن بالقول : يومئذ أقر السيد أحمد الشريف للتوجه الذي تنبه إليه السيد إدريس السنوسي والذي ترتب عليه الاعتراف بالامارة على برقة للسيد إدريس مما حفز زعماء المناطق الغربية على عقد مؤتمر غريان الذي تمخض عن تشكيل وفد رفع البيعة للسيد إدريس كي يواصل الحرب أو يبرم الصلح بالكامل، وأضاف مازن بأن الإيطاليين لم يحترموا بالخصوص لاسيما عندما تولى الفاشيين سدة الحكم في إيطاليا إلا أن ذلك كان مقدمة للمشاركة في الحرب العالمية الثانية، وأردف قائلا بأن محمود المنتصر كان في مقدمة اللذين سارعوا بتشكيل وفد الجبهة الوطنية الذي تواصل مع الأمير إدريس في المهجر المصري لتجديد البيعة له ولأبنائه من بعده فقط، وأوضح مازن أنه في حدود ما عرضه مبكرا مؤتمر غريان يأتي ذلك المشوار الطويل الذي فصله الكتاب تأسيسا على الوثائق بدءا من لجنة التحقيق الرباعية الدولية التي استطلعت آراء الليبيين عقب الحرب ليكون الاستقلال التام وما أجمع عليه أولئك الليبيون أينما حلت تلك اللجنة، وقد تحقق الاستقلال بمبايعة إدريس لاسيما عقب قدوم السيد بشير السعداوي من مهجره بالشرق وتشكيله حزب المؤتمر الوطني.

الصورة عن صفحة (الجمعية الليبية للآداب والفنون)

الطابع الأكاديمي للكتاب
فيما استهل الشاعر والباحث “خالد درويش” في بداية ورقته أنه من جيل ليس له أيدولوجيا فهو لم يكن أحمرا ولا أخضرا ، إنه من جيل مثقف عاشق لليبيا متصل النشيد .ومن البداية حدد أن حديثه لن يكون عن المنتصر الشخصية وإنما بعض الملاحظات المنهجية على الكتاب ” محمود المنتصر رجل دولة بامتياز سياسي بارع وإداري ضليع خصوصا تتلمذه على يدي الإدارة الايطالية ثم البريطانية ثم وزارتين في عهد المملكة وهو حقا شخصية من طراز رفيع كان له دوره البارز من 1951 وقد حضي بثقة الملك إدريس رحم الله الجميع، مشيرا إلى أن الكتاب كان من ناحية التبويب والفصول ذا طابع أكاديمي يليق بدكتور متخصص في مجاله، ويقف درويش عند كلمة تأليف الكتاب التي أصر عليها المؤلف “ففي مقدمة الكتاب نجد أن الحسناوي يعيد فكرة تأليف هذا الكتاب نجد أن الحسناوي يعيد فكرة تأليف هذا الكتاب إلى عقدين من الزمن لكن ظروف كثيرة لم تسمح بذلك ص 9 ولنقف عند قوله تأليف لنرى ما الذي ألفه حيث جمع بعض البحوث التي نشرها وأرسل نسخة من بحوثه السابقة إلى السيد بلقاسم محمود المنتصر للاطلاع عليها وبيان ملاحظاته بشأنها ثم التقى مع السيد الأستاذ بلقاسم محمود المنتصر بالقاهرة في فندق فيرومنت بتاريخ 12 فبراير 2017 ونضجت الفكرة في تجميع هذه البحوث وإخراجها في كتاب مستقل بعد إجراء التعديلات والإضافات اللازمة وهذا الجهد اخذ منه أربع سنوات ويستاءل الشاعر والباحث خالد درويش بأن الباحث أو المؤلف دكتور وأكاديمي ويشرف على رسائل أكاديمية فلماذا يعرض كتابه على عائلة المنتصر ويقومان بالتعديلات اللازمة فما هي تلك التعديلات وما المقصود بها؟ ويتساءل درويش أيضا قائلا فإذا لم تعجب هذه التعديلات أو الكتاب برمته الأستاذ بلقاسم محمود المنتصر فهل كنا سنرى الكتاب في المكتبات؟ويتساءل درويش أيضا عن قول المؤلف أنه ألف هذا الكتاب ثم يعود ليقول أنه تجميع لبحوث أخذ الإذن عليها إذن تأليف ماذا ؟ وأربع سنوات في تجميع بحوث؟ ولقاءات في القاهرة ومصاريف سفر وإقامة وغيره وفي النهاية يطبع الكتاب في ليبيا.

الطرح الحيادي للكتاب
ويضيف درويش أن الكتاب أراد أن يكون حياديا وقد صرح بذلك مرارا لكن رائحة التبرير تفوح منه عبقة عاطرة مثلما فعل في معرض تبريره لمواقف الملك ادريس رحمه الله في تعلقه ببريطانيا وتحالفه معها وقد اجتهد في ما يقارب سبع مبررات لذلك كما برر في معرض حديثه ص 589 عن نوايا المنتصر في إلغاء المعاهدة هل كانت هذه النوايا صادقة أم لا إذ نجده يؤكد ما كتبه بشير السني المنتصر في رواية رواها له محمود المنتصر بأن بشير جدير بالثقة وأنه كان صادقا في كل ما رواه من أحداث سواء كانت عن محمود المنتصر أو عن غيره ويتساءل درويش إذا كان بشير السني المنتصر جديرا بالثقة فلماذا شكك الحسناوي في رواية محمد عثمان الصيد واتهم كتابه أن به كثير من الأخطاء دون إعطاء هامش وتوضيح بأمثلة ثم يخطئ باحثين تأثروا بمعلوماته وبرواية رواها محمد عثمان الصيد مثل سالم الكبتي والمقريف وآخرون على حد قول المؤلف، كما استعرض أغلب المصادر التي وردت في آخر الكتاب وقال بأنها جميعها مصادر عربية وليبية من منشورات مركز جهاد الليبيين وغيره وأن المؤلف لم يأت بجديد عدا هذا التجميع ، كما يتوقف الشاعر خالد درويش عند قول المؤلف في الصفحة 13 أنه استعان بوثائق بريطانية وامريكية منشورة وغير منشورة فكيف تحصل الدكتور على الوثائق الغير منشورة وما هي الطريقة التي استخدمها للحصول على مثل هذه الوثائق من الأمريكان والانجليز، قبل اختتام الندوة فتح المجال أمام الحضور للتداخل والادلاء بتعقيباتهم وملاحظاتهم.

مقالات ذات علاقة

افتتاح معرض الصناعات التقليدية في غات

المشرف العام

الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بطرابلس

مهند سليمان

دار الفقيه حسن تستضيف صالونا حواريا حول اصلاح الصحافة والاعلام

المشرف العام

اترك تعليق