فازع دراوشة| فلسطين
بين الحين والآخر يطل جهلة بكتابات تسخر من كون الإسلام دينا وكذلك نظام حياة، وبين الحين والآخر يسخر كثير من الناس مسلمين وغير مسلمين من الايمان بأن الإسلام يقدم حلولا لمشاكل الحياة كافة ودون استثناء: الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتربوية والصحية والسياسية والإعلامية والعسكرية والقانونية.
وبين الحين والآخر تطل كتابات راقية تمجد الإسلام وتجلي حلوله اليسيرة لأيما مشكلة تعصف بالناس. ومن هذه الكتابات ما يكتبها غير مسلمين، ومنهم من يسلم على إثر ذلك.
ولست بصدد سرد الأمثلة على ذلك فهي من الكثرة ما يجعلها تحتاج لكتب مستقلة، ولقد ورد أن طاغية تركية مصطفى كمال أتاتورك سخر من القرآن الكريم قائلا لن أعتمد على كتاب يتحدث عن التين والزيتون ونحن في القرن العشرين. ومرض أتاتورك مرضه الذي نفق فيه واحتار الأطباء في علاجه بعد أن تسلط على دماغه النمل الأحمر الصغير ونفق. وبعد فترة اكتشفوا أن علاج ذاك المرض يكون من مادة من التين ومن الزيتون.
كان ذاك الطاغية مضبوعا بالغرب ويظن لجهله ولقلة دينه وضعف إيمانه يظن أن التقدم يتم بمعاداة الإسلام وكان يظن أن التخلف سببه الإسلام ناسيا ذاك الوغد أن الدولة التي ورث أنقاضها فعلت ما فعلت وسادت بفعل عقيدتها الإسلامية. وهناك أمثلة كثيرة لا مجال لسردها وبالإمكان البحث لمن يريد ولمن يشكك ولمن يريد أن يطمئن.
وجديد هذا الموضوع ما ورد في أنباء اليابان من إقرار قانون في الأسبوع الماضي بعدم السماح للمرأة المتزوجة التي تترمل أو تطلق بالزواج ثانية إلا بعد مرور 300 يوم من تاريخ الترمل او الطلاق وذلك منعا لاختلاط الأنساب.
وهذا يعني ببساطة اتباعهم مبدأ أو تعليم أو قانون الاعتداد أو العدة في العقيدة الإسلامية الغراء التي حددت العدة بفترة أقل طبعا ولا شك ان الهدي الإسلامي هو الأصح، أي أن ما فرضه الإسلام منذ أربعة عشر قرنا ونصف تقريبا وصل اليابانيون إليه، وهم من هم في الوعي، حديثا.
سيقول كثير من السفهاء أن لا علاقة بين الأمرين. وسيقول كثير من السفهاء أن الإسلام دين فقط ولا علاقة له مثلا بالسياسة والاقتصاد والتعليم، وسيقول السفهاء كثيرا كما اعتادوا على القول وشخصيا، وكذلك أدعو غيري، أقول إن الإسلام ليس بمحل اتهام، وأن الإسلام ليس بحاجة للترويج والتبشير ولكن سر نشره وانتشاره كامن بحسن أداء أبنائه وفقههم أنه دين الفعل ودين التطبيق ودين المعاملة ودين التيسير ودين الوضوح ودين المبدئية.
أسمع كثيرا من المسموعات، وأقرأ كثيراً من المقروءات تهاجم الإسلام مباشرة وغير مباشرة، ولا أكلف نفسي غالبا جدا بالتفاعل مع ذلك، لأن التفاعل مع ذلك يعطي أولئك الجهلة منبرا لنشر جهلهم وحماقاتهم، ولا أتدخل إلا بحالات محدودة جدا جدا لحاجة في السياق قيد التعامل.
عظمة الإسلام لا تحتاج لبراءات اعتماد من أيما جهة ولكن أيما جهة بالكون بحاجة لاعتماد من الإسلام؛ أليس الإسلام دين الله تعالى؟ قال الحق تعالى: “إن الدين عند الله الإسلام “.