متابعات

الباحث عبد الحكيم الطويل يطرح حقيقة أقاليم ليبيا الثلاثة

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة بعنوان (حقيقة أقاليم ليبيا الثلاثة) ألقاها الكاتب والباحث “عبد الحكيم عامر الطويل”

نظم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية في إطار الموسم الثقافي لعام 2023م محاضرة للكاتب والباحث “عبد الحكيم عامر الطويل” بعنوان (حقيقة أقاليم ليبيا الثلاثة)، وذلك بقاعة المجاهد بطرابلس مساء يوم الأربعاء 1 من شهر فبراير الجاري، تحت إدارة وتقديم الدكتور “علي الهازل”، وطرح الباحث في ضوء مجموعة من العروض المصورة لمحات عن الطبيعة الجغرافية والديمغرافية للمناطق الإقليمية الليبية الثلاثة وحقيقة تاريخها، استهلها بعرض لخريطة ليبيا عن ظروف اسم وحدود البلاد حين استلمها الاحتلال الإيطالي من الدولة العثمانية في أعقاب توقيع معاهدة أوشي لوزان الأولى التي وقعها الأتراك والإيطاليون وتنازل العثمانيون بموجبها عن ولاية طرابلس الغرب للإيطاليين ووضعت حدا للحرب بينهما في 18 أكتوبر 1912م، ثم تطرق المُحاضر للتغير الذي طرأ على شكل الخريطة الجغرافية لليبيا في عام 1926م وتوقيع أول اتفاقية حدود بين مصر وإيطاليا في 6 ديسمبر 1925م، وأضاف المُحاضر وفق العرض التوضيحي أن ليبيا حدود ليبيا قد حافظت على هذا الشكل منذ عام 1935 م مشيرا إلى أن ليبيا كلها أوان ذاك التاريخ عُرفت واشتهرت باسم ولاية طرابلس الغرب كما سُميت الجزائر نسبة لأكبر مدينة فيها وتونس والكويت وجيبوتي، فسبب التسمية جاء تبعا لأن المدينة كبيرة وتحوي على تعداد سكاني كبير، وأفاد المُحاضر أنه خلال عام 1919م تفاهم المحتل الفرنسي للجزائر والمحتل الإيطالي لليبيا واتفقا نظرا لتلاقي مصلحتهما على إضافة جزء آخر للحدود الليبية عام 1919 عقب توقيع معاهدة فرساي نهاية الحرب العالمية الأولى.

أصول الليبيون
فيما تحفظ المُحاضر عن الحديث حول شريط أوزو كون أن المحكمة الدولية أثبتت عدم أحقية ليبيا له في 3 فبراير 1994م، وتابع قائلا : بعد احتلال الجنرال “رودلفو غراتسياني” لواحة الكفرة وإعدام شيخ الشهداء “عمر المختار” أصبحت الحدود الليبية ممتدة إلى ما اتفقت عليه إيطاليا مع بريطانيا في عام 1931م، وظلت وفق هذا الشكل حتى عام 1933م وأضيف قطاع السارّة بموجب اتفاقية إيطالية بريطانية عام 1934، ثم أبان المُحاضر في عرض آخر خريطة اللهجات العربية وامتدادها من مصر وتونس والجزائر حيث تؤكد بأن ليبيا بلد واحد وأكثر تاريخيا فهي تغطي أجزاء من شرق الجزائر وجنوب تونس غرب مصر، وهي حسب علم اللهجات اسمها اللهجة الليبية بسبب أن عرب الشرق والغرب أصلهم واحد كون أن قبائل بني سليم وبني هلال هم في الأصل أبناء عمومية، من جانب آخر أشار المُحاضر للمكونات العرقية والإثنية التي ينحدر منها الشعب الليبي مؤكدا أنها هي ذاتها في الشرق والغرب والجنوب انطلاقا من أحفاد القبائل القديمة مثل التحمو والليبو والمشواش والجرمنت وسواهم فضلا عن الأفارقة والأمازيغ، ونسبة وجود الأسيويون كالأتراك والروس والجورجيون والداغستانيون كذلك الليبيون من ذوي الأصول الأروبين كاليونانيون والألبان والإيطاليون.

واقع الحدود الفيدرالية
من جهة ثانية تناول المُحاضر من خلال العرض التالي من محاضرته سؤالا مؤاده لماذا يقولون الفيدرالية في ليبيا وحدت ثلاث دول ؟ موضحا أن الفيدرالية قبل مرحلة الاستقلال وأثناء مرحلة ما بعد الاستقلال تصنف باعتبارها حدود داخلية ولم تكون قط حدودا دولية واستعرض المُحاضر حدود ليبيا الداخلية من عام 1551م أي منذ تاريخ تأسيسها، ففي العهد العثماني الاول والقرمانلي وأوائل العهد العثماني الثاني ما يعني أنه طوال 317 عام كانت الحدود الداخلية مقسمة إلى محافظات محافظة برقة وأحيانا تسمى بنغازي مركزها درنة ومحافظة مصراتة، ومحافظة طرابلس وتنضوي تحتها فزان، واستمر العمل بنظام المحافظات من عام 1869م، ولافت المُحاضر أن محافظات ليبيا يوم استعمرها الإيطاليون منقسمة لبنغازي والخمس وطرابلس والجبل وفزان، وفي عام 1912م تحولت كل ليبيا لمحافظة استعمارية واحدة تحت مسمى شمال إفريقيا الإيطالية إلى أن أعيد تقسيمها لنحو محافظتين سيرينايكا شرقا وتربوليتانيا غربا عام 1927م.

النفط الليبي
وأضاف المُحاضر أنه في عام 1934م اكتملت خريطة ليبيا التي نعرفها اليوم تحت اسم مستعمرة ليبيا الإيطالية، وأردف المُحاضر بالقول إن ليبيا منذ 1969م شهدت الكثير من التغيرات على صعيد الحدود الداخلية الإدارية من المحافظات والبلديات وصولا للشعبيات، وتوقف المُحاضر عند جزئية النفط الليبي ومسألة مساهمته في توحيد ليبيا شارحا بالعرض خريطة النفط توزع الحقول والآبار النفطية على معظم أراضي الحدود الداخلية الليبية شرقا وغربا وجنوبا دونما استثناء مؤكدا أن أكثر الدول استفادة من النفط الليبي هي إيطاليا بينما تتفاوت معدلات احتياجات الدول الأخرى للنفط الليبي.

مقالات ذات علاقة

نصوص أثَّرت في أدباء ليبيا بأمسية “قرأت لك”

المشرف العام

فرج قناو .. كاتباً مسرحياً

المشرف العام

حفل تكريم للفنان التشكيلي الراحل “فرج سعد جبريل” بمدينة سوسة

المشرف العام

2 تعليقات

عبدالحكيم عامر الطويل 2 فبراير, 2023 at 17:39

شكراً جزيلاً لاهتمام مهند وموقع بلد الطيوب لنشر تغطية لأمسيتي مساء الأمس
.
مع ملاحظة أن في نهاية الأمسية ثبت للجميع أن حدود ليبيا من مصر إلى تونس والجزائر تأسست منذ 1551
.
وأن “اللهجة الليبية” تنتشر من غرب مصر إلى جنوب تونس وشرق الجزائر
.
وأن ليس للأقاليم الثلاث أي أصل ولا أي سند تاريخي! وأنها فكرة نبتت فجأة بعد احتلال البريطانيين والفرنسيين لليبيا في 1943 وتقسيمها بين بعضهما البعض بالحدود التي عُرِفت فيما بعد بالفيدرالية
.
وقد كانت الفكرة الأخيرة هي الهدف الأول الذي تريد الأمسية أن تعرضه وليس مجرد سرد لتاريخ الحدود الليبية منذ تأسسها في 1551

رد
المشرف العام 2 فبراير, 2023 at 18:18

نشكر لك هذا التوضيح…

رد

اترك رداً على عبدالحكيم عامر الطويل