متابعات

جلسة حوارية تفتح النقاش حول مشاكل وأزمات الصيد والصيادين

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

جلسة حوارية بعنوان (تقعميزة الحوت والشباك والصنارة)

استضافت صالة باب البحر بشارع إسبانيول بالمدينة القديمة جلسة حوارية بعنوان (تقعميزة الحوت والشباك والصنارة)أقامتها منظمة مدينة اطرابلس القديمة للتنمية مساء يوم الإثنين 23 من شهر يناير الجاري، وسط حضور لفيف من الصيادين والحرفيين والمهتمين، وشارك في الجلسة التي أدارها وقدمها الباحث “عبد المنعم سبيطة” مجموعة من الصيّادين القدامى تمثلت في كل من :- منصور الطلحي، ومصطفى صطي نقيب صيادي طرابلس، وعبد السلام العجيلي، وأشار سبيطة في توطئته لقيمة البحّار وأهميته مشددا على أن رأس الهرم المسؤول حين يتعلق الأمر بنشاط الصيد البحري في ليبيا لابد أن يكون ابن للمدينة وقريب من ظروف بيئة البحر حتى تسير الأمور وفق نهج متوازن وثابت، ثم انطلقت جلسة الحوار في ضوء 4 محاور رئيسة تناولت أسباب عزوف شريحة الشباب عن مهنة وحرفة الصيد، وأهم الصعوبات التي يواجهها الصيادين أو البحّارة، والحلول التي من شأنها أن تُعين وتساعد الصيّاد والبحّار للاستمرار في هذه الحرفة، بالإضافة لمحور عن إيجاد طريقة استقطاب لهذه الحِرفة.

عزوف الشباب
فيما أكد الصيّاد “مصطفى صطي” نقيب صيادي طرابلس أن الأسباب التي تقف وراء عزوف الشباب عن تبني مهنة الصيد مردّه لغياب الدعم والتشيجع المطلوبين وأيضا لقلة وشح المردود المادي وقسوة البحر الأمر الذي يجعل الكثيرين لاسيما من شريحة الأجيال الجديدة لا يُقبل على امتهانها حتى ممن توارثوها عن أسلافهم لم يعودوا مهتمين بها فيما أوضح “منصور الطلحي” أن تهميش هذه الحرفة وإهمال تطويرها وانسداد آفاق الفرص فيها صرف الشباب عنها فقبل زمن كان هنالك العديد من الجمعيات الداعمة والمساعدة لنا إضافة لوجود معهد مهني للصيد بمنطقة سوق الجمعة كان يتولى تخريج دفعات من الطلبة اللذين كنّا بدورنا نؤهلهم ليكونوا صيادين محترفين.

أزمات ومشاكل متراكمة
وأخذ الصيادين المشاركين في استعراض ما يواجهونه من مشاكل وصعوبات خصوصا ما هو متعلق بقوارب الصيد المتهالكة والبنزين، وغياب بيوت خاصة بالبحّارة، ناهيك عن ارتفاع تكاليف أدوات الصيد مؤكدين بأن ما يُعرف بالـ(البُنكينا)بالمرسى البحري تحولت إلى سوق تجاري مشيرين لرفض الجهات ذات الاختصاص منح الصيادين مكان مخصص لنقابة الصيّادين مطالبين المسؤولين لضرورة الاعتناء بفئة الصيادين وإعادة النظر في البنية التحتية لمنطقة باب البحر وأن يكون لنقابة الصيادين دور أكثر فاعلية في دعم وحماية البحّارة، وإعادة هيكلة إدارة الـ(البُنكينا) فضلا عن تسهيل إجراءات ترخيص القوارب. من جانبه لفت “محمد مصطفى حسني” أن مدينة طرابلس تاريخيا أسسها البحر منذ نحو ثلاثة آلاف عام، مردفا بأنه حسب الخرائط القديمة كان ميناء طرابلس خليج حيث كانت السفن والقوارب ترسو فيه نتيجة العواصف وغيرها، ويرى حسني أن الدولة ساهمت بشكل كبير في عزوف الشباب عن امتهان الصيد بسبب إهمالها وتهميشها لقطاع الصيد البحري ما أدى لغياب معايير واضحة للصيد.

بين الحلول والوعود
من جهة أخرى شارك السيد “خالد الخريّف” مدير قطاع الثروة البحرية سابقا بمداخلة بيّن من خلالها أن نقاش الصيادين كان مجرد عرض أفقي للمشاكل دون البحث عن الحلول فالأجدى هو اقران الفكرة بالحل مؤكدا أن طول الشريط الساحلي الليبي يصل لحوالي ألف وتسعمائة كيلو متر طولا وبالتالي ليس كل مكان على امتداد هذا الشريط صالح لإقامة مرفأ فثمة شروط صحية وبيئة لابد من توافرها والإلتزام بها علاوة على قبول الدول المطلة على جنوب الحوض المتوسط، وفي ختام الجلسة الحوارية ألقى المهندس “محمود الهاشمي النعاس” مدير جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس كلمة أشار فيها أن هذه الجلسة شكلت بالنسبة له نافذة أطلعته على واقع ما يعانيه الصيادين الليبيين لذا الاهتمام بالصيادين ينبغي أن يعود مرة أخرى هذا لن يتأتى إلا بوجود إدارة ناجحة فهي جزء مهم من النجاح كما أعلن أنه من أهداف الجهاز التي يعمل عليها هي منطقة تضم البحّارة إضافة لإعادة تأهيل بعض البيوت القديمة لتصبح مقرا خاصا بالصيادين وتابع قائلا: أن هنالك اتفاق بين جهاز إدارة المدينة القديمة وبلدية طرابلس المركز يتم بموجبه سيُسمح للحكومة الإيطالية أن تتبرع بإقامة أكاديمية بحرية تهدف لمساعدة الصيادين.

مقالات ذات علاقة

عناصر الفُرجة في ذاكرة مدينة طرابلس

ناصر سالم المقرحي

هشام مطر: ليبيا مصابة بداء الانتقام

المشرف العام

افتتاح بازار المدينة القديمة طرابلس

مهند سليمان

اترك تعليق