طيوب عربية

نصوص قصيرة

فيوليت أبوجلد | لبنان

من أعمال التشكيلية خلود الزوي
من أعمال التشكيلية خلود الزوي

-1-
وكنت أرتدي الأحمر كثيراً،
كان دمي عارياً،
كان جرحي فاضحاً،
كان الثور المجنّح يرقص طربا لموتي،
كانت الخرافات كِسوتي.
كنت كائنا ساخرا برأس امرأة وجسد سفينة،
هكذا غرقتُ لم تعرفني موجة
ولا بكى لأجلي رجل.


-2-
لا تلمسني حين أبكي،
أنا بكيت لأن أحدهم لمسني،
لأني خلف الأعين السرية لأبواب الجحيم ترددت طويلا،
وحين مسّني الحب تداعيت وانهمرت.
لأني في صدأ الكلمات تواريت كثيرا،
ورحت اشيخ
حتى ابيضّت يداي
ورحت أموت
حتى اخضرّ دمعي.


-3
بيَدٍ أكتب،
بيدٍ أصوّبُ نحو الرأسِ رصاصة.
حين يدنو الغناءُ من النافذة
يصير الرقصُ حمَمًا في الأرض،
وعويلًا في قدميْن منتحرتين؛
حين تصنع هذه الطائراتُ الورقيّةُ سماءها،
حين أُفلت الخيط،
كي لا أعود.


-4-
حول غابةِ الأرز
سورٌ من الملائكة يشيخون بلطف،
كزمنٍ يتناسلُ
من وجهِ امرأةٍ أحبّت كثيرًا؛
يتناسل من لوعةِ الأزلِ في احتضارها؛
من اشتعال أصابعها برائحة الشجر
وهي تكتب.


-5-
في غابة الأرز ساحرةٌ طيّبة،
تحمي الشجرَ من حطبِ العشّاق،
من سكاكينِهم الحادّة
على جذعِ الربّ؛
هناك، عند كاحل الوادي،
حيث النهرُ مطعونٌ
بهجرةِ الماء.


-6-
يشاع أن آنية الضوء
انكسرت بين يديك قبل أن تتشكّل يا الله،
أن الحب هو الدليل على خطئك الأزلي هذا،
أن الشعر محاولة يائسة لترميم الكون من بعدك.
يشاع أن لا علاقة لك بحزني الآن،
لكنك نادم وطيّب.


-7-
يسقط من فوق
من نافذة المطلق الى الشارع العام
الحب حديث الجالسين في المقهى المقابل،
عن دَويّ غريب،
عن قتيلَين وجرحى.


-8-
في غرفتي غرفة أخرى،
أنا سرب نساء وحيدات،
أجلس حولي، ألتفّ عليّ،
يخونني لسان حالي،
أراقبني بهدوء،
أتفكك، أتحلل،
أصير هذا النص،
الكلام غرفة أخرى.


-9-
يموت الرجال في الحرب،
يموتون في الحب،
يموتون في القلب.
يموتون في نصّ قصير.. قصير،
من كلمتين وهاوية

مقالات ذات علاقة

إلى امرأةٍ تُدعى “صوفي”

فراس حج محمد (فلسطين)

الموت يُغيب الفنان الطيب الصديقي .. رائد المسرح المغربي

المشرف العام

الرسالة الثالثة والستون: الكتابة صنعة لكنّها صنعة مؤذية بالضرورة

فراس حج محمد (فلسطين)

اترك تعليق