الطيوب
في سعيها لتقريب الكتاب من القارئ، وجعل القراءة جزء من حياة المواطن في ليبيا، ها هي دارى الفرجاني تدفع بمجموعة جديدة من الإصدارات، في طبعات شعبية، تتميز بالجودة ورخص ثمنها مقارنة بمثيلاتها.
فبعد رواية (العقيد) للقاصة والروائية “كوثر الجهمي”، و(سيرة عالية) المجموعة القصصية للكاتبة “محبوبة خليفة”، ومجموعة القصاص والروائي “محمد النعاس” المعنونة (مكان لا تجوبه الكلاب)، ها هي مجموعة جديدة من هذه الإصدارات تصل إلى فروع مكتبة الفرجاني في طرابلس، والتي ستوزع على مختلف المكتبات الليبية.
أولى كتب هذه المجموعة رواية (الحالة الكلبية لفيلسوف الحزب)، للروائي الليبي الراحل “أحمد إبراهيم الفقيه”، وهي رواية ينتقد فيها “الفقيه” رحمه الله، أنظمة الحزب الواحد، من خلال سيرة مواطن ليبي اقترب كثيراً من المنظر الأول لأحد الأحزاب الحاكمة في أحد دول أوروبا الشرقية، وهي رواية فيها الكثير من الأحداث المشوقة.
ثاني الكتب، هو مذكرات أمريكية أقامت في ليبيا خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، صحبة زوجها خبير منظمة الفاو، والتي صدرت مترجمة تحت عنوان (أهل الله)، للمترجم “فرج الترهوني”، الكتاب يرصد الكثير من حياة وتاريخ المجتمع الليبي، ويكشف بعض الجوانب المخفية منه. فيما يتعلق بالعادات والتقاليد، وطرق العيش، وطبيعة البلاد خلال تلك الفترة.
(توقف نمو) رواية القاص والروائي الليبي “شكري الميدي”، هو الكتاب الثالث ضمن هذه المجموعة، وهو الطبعة الثانية للرواية، التي صدرت في طبعتها الأولى في 2018م، عن دار سؤال للنشر. الرواية تتحدث عن شاب يبحث في شوارع مدينة بنغازي عن حلول لمعضلاته التي يراها مشتتة وعصية على الفهم.
الكاتب والمترجم الليبي فرج الترهوني: الترجمة عشق أبدي يطاردني حتى في أحلامي
يقول عنوانها الفرعي إنها (رواية حبشية عن ليبيا ضد الاستعمار)، إنها رواية (المجند) للروائي الأريتري ” غيبريسوس هايلو” بترجمة عن الإنجليزية للمترجم “فرج الترهوني”. الكثير من الأمور تجعل هذه الرواية مميزة، لعل أهمها كونها من أقدم الروايات المكتوبة بلغة أفريقية، إن لم تكن الأولى، وكان لها تأثير كبير على استقبال الأدب الأفريقي والتقييم النقدي له عالمياً، وثانياً إنها تنقل تجربة استخدام المجند الأريتري كمرتزق ضمن حملة الغزو الإيطالي لليبيا.
الكتاب الأخير في هذه الدفعة، كتاب (الشفق الليبي) وهو جزء من تاريخ يهود ليبيا بقلم “رفائل لوزون”، والذي ولد بمدينة بنغازي في 1954م. قدم للكتاب الكاتب الإيطالي “روبيرتو سافيانو”، وترجمه “برنيق النوال”. الكتاب يرصد الكثير من الأحداث المهمة في تاريخ يهود ليبيا ورحلة الخروج منها.
دار الفرجاني، مازال في جعبتها الكثير، إذ من المتوقع صدور 10 كتب جديدة خلال هذا العام، بين الرواية والقصة والترجمة، والمفكر، هذا ما أكده السيد “غسان الفرجاني” وألمح أن بعض الإصدارات القادمة تحمل مفاجآت للقارئ الليبي. كما أكد السيد “غسان” أن إصدارات الدار ستكون ضمن منشوراتها المشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، التي تنطلق في 24 يناير 2023م. كما إن جميع منشورات الفرجاني، متوفرة بمكتبة الفرجاني بالقاهرة، إضافة إلى بعض المكتبات الأخرى أهمها، مكتبة الأهرام، الكتب خانة، حيث تعمل الدار حالياً على توسيع دائرة التوزيع في مصر، كما ستكون للدار مشاركات في مجموعة من معارض الكتاب العربية.