طيوب النص

ولكني شقيت بحسن ظني

من أعمال التشكيلية شفاء سالم
من أعمال التشكيلية شفاء سالم

كم لهذا الظّنّ من معنى يُساير العقلَ والعاطفة معًا عندما يُساير سياق الكلم وسياق الحديث. بين حسن الظّنّ والشّكّ تيهٌ واسعٌ يغوص فيه الفكر مع الرِّجْلِ حال شك؛ أو فضاء يُحلّق فيه جلاء اليقين.

إنّها حالة تبدو كومضات خفق الفؤاد، وجوانح النّفس الشّاردة في الدّروب المعلّقة، تكاد تُبدي حال الصّمت، وتكاد تصمت حين تُفضي.

الظّنون قاتلة حين تُحيي الشّك؛ وحين تقتل الشّكَّ  تُحيي. هذا التّضاد المتماهي يُصوّر الإنسان في مراحل شتّى حال اهتزاز لا ينعم فيه باستقرار وجدان صحبة قلق صاخبٍ يأبى له هناءً وسكينة.

يشقى الإنسان بسوء ظنّه، ويشقى بحسن ظنّه؛ خيطٌ رفيعٌ قد يتراءى يربط بينهما، ووهج ضوء قد يفصل بنهما.

للشّقاء وجوه، وللنّعيم وجوه. الشّقاء بسوء الظّنّ لا بدع في ذلك، فما كان السّوء إلاّ شقاء، فمتى عرفنا السّوء نعيمًا؟!، ولكن أن يحلّ الشّقاء بحسن الظّنّ؛ هنا مكمن السّؤال وفضاء التّأويل والتّيه. هى معادلة صاخبة من نسيج الحروف حال صحبة نفس خالجها شعور مضطرب يقضّ راحة مأسورة بسياج وهمٍ خاطف، إذ سرعان ما ستجلو حقيقة تباطأت في العبور، لتهطل بعد أن غيّبتها غشاوةٌ رسمتها سحابة مُترنّحة، وليعود للإنسان اتّزانه

مقالات ذات علاقة

الحلقة 24 من برنامج المكتبة الليبية

المشرف العام

صابرون

خالد مصطفى كامل سلطان

من قطعة صمت

الصديق بودوارة

اترك تعليق