ما عدت أيأس من صباح لم يجئ
فتغوص في رئة الظلام حديقتي
فأنا أمر على الظلام كنسمة
وعلى جذوع الصبر أرسم سيرتي
ولقد تأخر عن مياهي وِردكم
فسفكت أشعاري أغالب حيرتي
وعذرتكم وحميت ورد أحبة
سلكوا إلى سفر يفاقم ضيقتي
لكنَّ أقدار العظيم حكيمة
ونهاية الصبر ارتحال مصيبتي
لمَّا ظننت بأن عيشي كله
صفوّ وأشذاء الحقول رفيقتي
خارت قواي وأسعفتني رحمة
فحملت عطر الأرض طي حقيبتي
أنا لست أكتب تحت ظل كآبة
ولذا مزجت مع الهديل قصيدتي
ومررت في صمت وطرت محلِّقاً
عن ظالم متأمل لخديعتي
يا من نظرت إليَّ نظرة مغرض
أفصح وقل لي : ما تكون جريمتي؟
ألأنني عشت الحياة مسامحاً
ألقيتَ أمواجاً بقلب سكينتي
ما عدت أرسل زهرة مبتلة
بالحزن ترهق همستي وقريحتي
بل آنستني زهرة مزدانة
هدمت برائحة النقاء ضغينتي
ولقد رويت من النبي قناعتي
وملأت بالهدى المضيء طريقتي
ملأ الحياة محبة وتسامحاً
فرأيت تقصيري وضعف عزيمتي
جذب القلوب النافرات بلينه
فخجلت من ضجري وسوء عريكتي
يا واهبي نعم الحياة بفضله
امنن علي فأنت فارج ضيقتي