الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
افتتح مكتب المهرجانات والترفيه بالهيئة العامة للمسرح والفنون بفضاء بيت نويجي للثقافة بالمدينة القديمة طرابلس النسخة الثانية من المعرض الفني المعنون (البشرة السمراء)، وذلك بالتعاون مع مجموعة (آرت كورنر) مساء يوم الخميس الأول من ديسمبر الجاري وسط حضور ثلة من الفنانين والإعلاميين والمهتمين، وبمشاركة حوالي عشرين فنان وفنانة من التشكيليين والشباب الهواة كلٌّ بعمل أو يزيد، وامتازت الأعمال بقوة اللون، وتماسك الموضوع ونبل الفكرة ما جعل الكثير من اللوحات المعروضة تخرج بجهود ناضجة تُنبئ بمستقبل جيل فني واعد.
لكل لوحة قصة
وفي كلمته الافتتاحية أشار الفنان “علاء الدين بن حميدة” إلى أن كل عمل رُسم شكل قصة فريدة رواها الفنان بريشته لتجمع بين الخطوط والألوان، وهنا مكمن الإبداع، وكم قيل في الجمال الأسمر، وكم من قصيدة عن السمار كتبت، وكم من لوحة في الجمال رُسمت، وكما كان القلم بليغ التعبير جاءت الريشة أبلغ، من جانب آخر أعرب السيد “عبد الهادي الصغير” عضو مجلس النواب عن شكره وتقديره لجميع من قاموا بإنجاز هذه الفعالية الفنية مؤكدا بأنه ممن يشجعون ويدعمون قيام مثل هذه المناشط متمنيا السداد والتوفيق للجميع، وفي سياق متصل ألقت الشابة “ميار كمال” أحد أعضاء فريق (آرت كورنر) كلمة أعطت من خلالها نبذة مختصرة عن عمل الفريق مشيرة إلى أن فريق(آرت كورنر) مجموعة شبابية تسعى للتطور مدعومة من قبل مكتب المهرجانات والترفيه بالهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون، فكل فنان منّا يهدف لإيصال رسالته الخاصة به خصوصا عن جمال إفريقيا، ثم أعقب ذلك فقرة فنية شارك في إحيائها الفنانين ” مالك وصابر” بالعزف على آلة الجيتار والغناء.
إدانة التمييز
وتوقفنا عند أحد المشاركين بالمعرض مع الفنان “علاء الدين بن حميدة” الذي حدثنا عن أجواء المعرض قائلا : إن هذا المعرض يجمع الكثير من الفنانين والموهوبين اللذين سخّروا ريشتهم لإبراز مواطن الجمال لذوي البشرة السمراء، مشيرا إلى أن البشرة السمراء لا ينبغي أن تكون مرادفا للتمييز أو العنصرية فهي تكوّن خصوصية جمالية فريدة حريّ بنا الاحتفاء بتفاصيلها، وأضاف بأن اللوحة التي رسمتها واستخدمت فيها الألوان الزيتية مع إضافة الإكريلك تُعبّر عن قبيلة تقطن أحراش القارة الإفريقية فكل واحد فرد فيها يؤدي في مهام وأدوار معينة ويرمز لتصور معين، وبالتالي اجتمعت هذه الأشكال والشخوص في لوحة واحدة، وعن المدة التي استغرقها في إنجاز اللوحة قال : المدة تراوحت ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام تقريبا، ونوه بن حميدة أن هذا المعرض سبق وأن أقيم في نسخته الأولى بأحد فنادق طرابلس قبل شهر من اليوم.
رجل الصحراء
فيما حدثنا الفنان التشكيلي “عبد العزيز الصبيع” أصيل مدينة درنة عن مشاركته بلوحة تجسّد ملامح الرجل التارقي التقليدي لثامه وعمامته وزيه، مضيفا بالقول أن فكرة لوحته انبثقت من رحلة قام بها للجنوب الليبي وتحديدا في مدينة غدامس حينما أبلغوه بالمشاركة في المعرض، وقد صادف وجود شخصية تنتمي لإحدى قبائل الطوارق استلهمت منه الفكرة التي بنيت عليها لوحتي، وأردف بالقول أن حرص على اختيار شخصية ليبية تحمل ملامح البشرة السمراء تعُبر عن الفسيفساء الليبية، وتابع استخدمت الألوان الزيتية على كانفس طيلة خمسة عشر يوما تقريبا حتى أبعث برسالتي التي تستقيم مع رسالة المعرض ككل المتمثلة دعوة لتحرير اللون الأسمر من القالب النمطي المحفوف بالعنصرية والظلم.
نساء إفريقيا في امرأة واحدة
كما التقينا بالفنانة الواعدة “رنا عبد السلام شيبوب” وحول تجربتها الأولى أكدت بأن مشاركتها جاءت في إطار تسليط الضوء على البشرة السمراء، مشيرة إلى أنني ركزت في لوحتي على رسم سيدة استوحيت أزياءها كالحجاب من التراث الثقافي التقليدي في غانا بينما الملابس اخترتها من الجزائر والمغرب موضحة أنها حاولت تمثيل كل نساء إفريقيا واختزالها في عمل فني واحد وفق نظرة عميقة تتناول ما تتعرّض له المرأة السمراء في إفريقيا، وتابعت فوجدت بألوان الأكريلك المخلوط نافذة لرسالتي.









