طيوب عربية

صباحات على ورق

من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي

هذا الصباح يشبهني إلى الحد اللا معقول…..

يعيد إلي ملامحي القديمة ورهافة شعوري الخاطف ما بين ساقية قلمي وقلبي…

لا بد إنك متعجب مما أكتبه من كلمات منعشة في صباح تشريني يوشك أن يزفر برداً ومكتمل البهاء وكأنه صباح مغسول بماء مطر طوال الليل ليصبح مبتل الزوايا كأنه مرايا عاكسة لنبضه…

هل قلت لك يوماً إنني أخاف من العواصف الكتابية كخوفي من انشطار البرق في السماء ومن صوت الرعد الذي يهبط على مسامعي بانحدار مخيف….

أريد أن أستقيل من كتابة الجمل المقطوعة كانقطاع النفس ومن لهاث الأحرف التي تعبت وهي تحاول أن تلحق بمعزوفة لحن في سكة سطر عابرة…..

هذا الصباح أكثر الصباحات وضوحاً وأكثر الصباحات عمقاً كأنها قادرة على أن تخرجك من نفسك ومن إنشغالك لتتركك تمتلئ بالضوء المنبعث من النهارات لا الانهيارات….

أفتقد جداً لهذه الصباحات الورقية التي تأتي بتواقيت مؤقتة كأنها استثناءات تتسلل إلى مخادعنا كأنها تسابق تلك الصباحات الماطرة دون مطر إلا من رشقات حبر يخيل إلينا إنها فصل البكاء…

رغم كل هذه الرسائل التي نكتبها دون أن تقرأ وهي تجوب المحيطات وهذا العالم المكتظ بالأسرار والآمال والأوهام إلا إنني أجر قلمي ليترك أثراً على ظل الورق الأبيض دون أن أكترث للمصير الذي ينتظر الأحرف المغزولة بخيوط من الضوء الأصفر على جانب النوافذ الزجاجية….

مقالات ذات علاقة

الرسالة الخمسون: لا يفلح كاتب يتندر على قارئه

فراس حج محمد (فلسطين)

التحولات الاجتماعية والنظم الثقافية في ضوء التاريخ

إبراهيم أبوعواد (الأردن)

الدعوة المشفرة

المشرف العام

اترك تعليق