حوارات

التشكيلية نجلاء الشفتري :عنونة اللوحة بمثابة بوابة للولوج لعالمها واكتشافه

الطيوب : حاورها / مهنّد سليمان

التشكيلية الليبية “نجلاء الشفتري”

حالة جمالية شديدة الخصوصية تلك التي تبثها أعمال ولوحات الفنانة التشكيلية نجلاء الشفتري، إنك بمعيّة نضج ألوانها وخطوطها المصقولة بعناية تخوض تجربة السفر نحو عوالم زمنية تمنح مخيالك البراح فتهذب ذائقتك لتحط الطيور والعصافير على شرفة صباحاتك المطلة على أشجار السرو والبرتقال الطازج، إنه صوت تشكيلي كوّن عمره الزمني وأنقذ البياض من جموده الأزلي كما أنقذت الموسيقى حنجرة الناي، لسنا هنا بصدد التعريف بالفنانة فالعارف لا يُعرّف هي ابنة اللون والفرشاة شاركت في الكثير من المعارض الجماعية والثنائية داخل وخارج ليبيا وأقامت ثلاثة معارض شخصية، تحصلت على الجائزة الاولى عن فئة الفنون التشكيلية بمهرجان المرأة السابع عام 2007م، في هذه البسطة الحوارية توقفنا متأملين عند تخوم مملكتها الفنية.

الملاحظ أن أعمالك الأخيرة بدأت تأخذ ملامح أكثر واقعية، ما هو سر هذا النضج؟
-هي متطلبات التجربة من وجهة نظري وهي في حالتها هذه لا تعتبر واقعية في الطرح والمحتوى، فأنا من النوع الذي لا يتقيد بمدرسة محددة (حرية التعبير)الفني هذا مانتمنى له.

جاء الرجل في معرض(قراقوز) كعنصر ساخر بمعظم لوحاتك، لماذا؟
قارقوز هو إسقاط نقدي سياسي لما تمر به البلاد من ظروف حرجة على مدار السنوات الماضية ولا زالت تحت وطأته، وهو هنا نقد وإستنكار لهذا المشهد الأحادي حيث كانت المرأة الحلقة الأضعف التي فقدت الكثير من مكتسباتها حتى على الصعيد الإنساني من وجهة نظري.

تظهر المدينة كجزء من ذاكرة حنينك، كيف شكلتك طرابلس فنيا؟

-طرابلس جزء من تكويني وانتمائي ،في الكثير من الأوقات أشعر أنها كيان ينبض يحزن ويتألم ويضحك وتفاعل..طرابلس مدينة منفتحة على الأخر وهي فسيفسائية في تكوينها في اعتقادي هي ليبيا بنسخة مصغرة، وبطبيعة الحال أضافت لي الكثير فنيا ووجدانيا لأن الفنان ابن لبيئته يتأثر بها ويؤثر فيها .

تعتبرين بأن الفن بالنسبة لك نوع من الاحتياج، هل ترممين به فقدا ما ؟

-فكرة الاحتياج هنا لا تمثل الفقد بقدر ماهي جزء مني ومن أدواتي التعبيرية منذ سنوات الطفولة الأولى.

تعتنين بعنونة اللوحة ألا ترين في ذلك وقوعا في فخ المباشرة؟

-من وجهة نظري عنونة اللوحات شيئ جميل وإيجابي ،إن اللوحة في كينونتها عمل أدبي وإبداعي، كما لا ينقص عنوان الرواية من قيمتها لا ينقص من اللوحة أيضا ولا يعني ضعفها بل ربما هو بوابة للولوج لعالمها واكتشافه.

هل عوضتك الألوان والخطوط عن التعبير بالنص واللغة؟

-نعم اللون والخطوط هما أدواتي التعبيرية إنهما يمثلان اللغة البصرية وهي من أقدم لغات التواصل الإنساني.

برأيك لماذا دائما هنالك فجوة بين الفنان وإنتاجه الإبداعي والفني؟

في رأيي لا يوجد فجوة بين الفنان الحقيقي وعمله الفني أو إنتاجه الابداعي، فالعمل الفني لابد أن يكون انعكاس للفنان ولأفكاره وتجاربه ومشاعره ككل.

أترين بأن غموض موضوع اللوحة جزء مهم من نجاح العمل؟

-نجاح العمل الفني لا يتحقق إلا بعدة عناصر أبرزها الموضوع وتكوين التوازن اللوني، ولا أجد الغموض عنصرًا في هذه المعادلة حتى وإن وجُد.

تقيمين في بلد كإيطاليا يحفل بالفنون كيف انعكس تأثير ذلك على تجربتك الفنية؟

-وجودي في إيطاليا فنياً قدم لي فرص المشاركة في عدة معارض قيمة ودائرة معارف مهمة ،فحظيت بفرص بمتابعة ومواكبة الحركة التشكيلية في أوروبا وزيارة العديد من المتاحف الفنية القيمة، أما عن التأثير الفني أجد أن العالم من خلال وسائط ‏(السوشل ميديا) حقق هذا التقارب والتفاعل الكبير في زمننا الحالي ولا يحتاج المرء إلى التنقل حتى يطلع على تجارب الآخرين الفنية التى في أقاصي الأرض.

مقالات ذات علاقة

الشاعر والناقد الدكتور نور الدين الورفلي: لا يوجد شعر نسوي وآخر رجالي، هذا تجنيس خاطئ، فالشعر هو الشعر

المشرف العام

الشاعر الكبير لطفي عبد اللطيف في آخر حواراته

المشرف العام

معتوق البوراوي: لوحاتي تعكس قلقًا «معينًا» في الثوارات العربية (2/3)

المشرف العام

اترك تعليق