بدأت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة استعداداتها مبكراً هذا العام للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يُصادف يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) القادم، وذلك عبر التطرّق لموضوع جديد يُبرز قُدرة اللغة على مواجهة التحدّيات الراهنة وتمكين الأفراد من الفخر بهويتهم والتمسّك بها، وتعزيز التماسك الاجتماعي بين المُجتمعات والشعوب وإحياء الأمل بالمُستقبل، وذلك تحت شعار “اللغة العربية والهوية” بهدف إبراز مفاهيم المحبة والتسامح والسلام واحترام التنوّع والتعددية.
وبهذه المناسبة تقول أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو “كان للغة العربية، على مرّ القرون، مكان الصدارة في عمليات التبادل بين مختلف القارات وبين أصحاب مختلف الثقافات. إنّ اليونسكو تُشجّع الجميع في اليوم العالمي للغة العربية لهذا العام، على التفكر والبحث في الأصول المشتركة للحضارات والسعي إلى تعزيز الوحدة بين البشر في جميع أرجاء العالم”.
وفي إطار تحضيراتها لاعتماد جدول أعمال الاحتفالية لإحياء الذكرى السنوية العاشرة لليوم العالمي للغة العربية، نظّمت اليونسكو فعالية خاصة بعنوان “اللغة العربية، ما وراء الموروث” يومي 24 و 25 أكتوبر (تشرين الأول) في الرباط بالمملكة الغربية، حيث تمّ تسليط الضوء على دور اللغة العربية المُحفِّز في تشكيل المعارف الجديدة عبر العالم، وفي تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم المتبادل.
كما عرضت اليونسكو خلال الفعالية أعمالاً فنية مميزة من معرض “اللغة العربية والتواصل الحضاري” الذي تُقيمه في مقرّها بباريس.
واستعرض الأكاديميون والخبراء المشاركون أوجه ومظاهر مساهمة اللغة العربية في تعزيز ثقافة الحوار والتعايش والتنوع الثقافي، وإسهاماتها في إغناء الحضارة والمعارف الإنسانية، وحضورها المتنامي كلغة عمل في منظمة اليونسكو.
وبهذه المناسبة، وجّهت اليونسكو للدول ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، الدعوة للمُساهمة في الدراسة الاستقصائية الإقليمية للغات في المنطقة العربية، وذلك من خلال جمع مجموعة كبيرة من البيانات عن عدد اللغات المنطوقة ولغات الإشارة في كل بلد، وكذلك توثيق معلومات مختارة عن استخدامات كل لغة ومستخدميها.
وﺗﻤﺎﺷﻴﺎً ﻣﻊ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ وتعدد الهويات، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺗدعيم ﺗﻮﺻﻴﺔ المنظمة الدولية ﺑﺸﺄﻥ حماية التعدد اللغوي واستخدامه وتعميم الانتفاع بالمجال السيبرني، ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ أطلسها العالمي للغات ومن ضمنه اللغة العربية، وذلك في إطار ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﺘﺰﻭﻳد المجتمع الدولي ﺑﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﻮﺛﻮق بها من أجل استخدامها في عمليات ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮﺓ، حيث يُعد أطلس اليونسكو العالمي للغات أحد السبل لمدِّ جسور التفاهم بين الشعوب والأمم.
ودأبت منظمة اليونسكو ومعهد العالم العربي في باريس على الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية في الـ 18 من ديسمبر (كانون الأول) سنوياً منذ عام 2012، باعتبار العربية أحد أهم أركان التنوّع الثقافي للبشرية، وهو اليوم الذي اتخذت فيه الأمم المتحدة عام 1973 قرارها التاريخي، بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة الدولية، وقد تمّ إطلاق أول احتفالية رسمية للغة الضّاد في يومها العالمي قبل 10 سنوات.
