نعمان رباع | الأردن
كنت دائما أخشى البيوت المسكونة من مردة الجن، منذ أن كنت في المدرسة في السلط الحبيبة، قبل أن أدخل في الأمن العام، حتى جاء ما كنت أخشاه في تلك الليلة المجهولة. في إحدى الطرق المؤدية إلى طبربور في العاصمة، كنت أرتعش لساعة الصفر وأقول: (إلي بخاف من القرد بطلعلو).
كان زميلي محمد مهاوش، يقول لي: (خيو خالد مهمتنا صعبة، لازم ندخل أوكار المشعوذين ونضرب بأيد من حديد).
أول ما خطر في بالي، أنني سأموت مساً، أول وجهتي قبل ساعة الصفر كانت حبيبتي نور بركات، نظرت إلى بوجهها العزب في شارع الستين، وكانت عيناها كخرير الماء، ورسيله العزب، ووضعت أية الكرسي في رقبتي كأنها وسام عسكري مهيب، وقالت لي: (سيكون الشيطان كالذباب أمام قدم حبيبي).
وقتها نسيت كل عقد الماضي، وانطلقت وأنا مزهوا ومنشرح الصدر، وأنا أتخيل وجه حبيبتي، فإذا البيوت المسكونة خاوية على عروشها بشياطين الإنس والجن معاً.
24 أكتوبر 2022