طيوب عربية

وجه حبيبتي

نعمان رباع | الأردن

من أعمال التشكيلية الليبية منيرة اشتيوي
من أعمال التشكيلية الليبية منيرة اشتيوي

كنت دائما أخشى البيوت المسكونة من مردة الجن، منذ أن كنت في المدرسة في السلط الحبيبة، قبل أن أدخل في الأمن العام، حتى جاء ما كنت أخشاه في تلك الليلة المجهولة. في إحدى الطرق المؤدية إلى طبربور في العاصمة، كنت أرتعش لساعة الصفر وأقول: (إلي بخاف من القرد بطلعلو).

كان زميلي محمد مهاوش، يقول لي: (خيو خالد مهمتنا صعبة، لازم ندخل أوكار المشعوذين ونضرب بأيد من حديد).

أول ما خطر في بالي، أنني سأموت مساً، أول وجهتي قبل ساعة الصفر كانت حبيبتي نور بركات، نظرت إلى بوجهها العزب في شارع الستين، وكانت عيناها كخرير الماء، ورسيله العزب، ووضعت أية الكرسي في رقبتي كأنها وسام عسكري مهيب، وقالت لي: (سيكون الشيطان كالذباب أمام قدم حبيبي).

وقتها نسيت كل عقد الماضي، وانطلقت وأنا مزهوا ومنشرح الصدر، وأنا أتخيل وجه حبيبتي، فإذا البيوت المسكونة خاوية على عروشها بشياطين الإنس والجن معاً.

24 أكتوبر 2022

مقالات ذات علاقة

أليس الربّ بالمرصاد؟!

المشرف العام

ذكريات طرابلسية (1)

مهند سليمان

رواية “بريد الليل” للكاتبة هدى بركات تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2019

المشرف العام

اترك تعليق