طيوب عربية

عاقبة الصبر

أمينة ورغمي | تونس

من أعمال التشكيلي عبدالرحمن الزوي
من أعمال التشكيلي عبدالرحمن الزوي

كان لرجل ثلاثة ابناء. وكان كل ليلة يقص عليهم قصة جميلة تؤثر فيهم وتعلمهم الكثير من الحكم والمواعظ. وذات ليلة قمراء جميلة جلس الابناء بجانب والدهم قرب النافذة وطلبوا منه أن يقص عليهم قصة عن الصبر فوافق الأب ثم سكت قليلا وقال:

الصبر يا أبنائي من عزم الأمور فكم من مظلوم في السجن صابر وكم من الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة صابرين ويشكرون الله. ثم بدأ يقص عليهم القصة وهم ينظرون إليه نظرة لهفة وتشويق وحب اطلاع فقال:

في يوم من الأيام كان رجل يدعى “عمر” يعمل في أحد البنوك. وفي يوم بينما هو في طريق العودة إلى المنزل رأى مشاجرة بين عدد من الشبان فأصابه الفضول فوقف لرؤية ما الذي يحدث وما سبب كل هذا الشجار! وأخذ هؤلاء الشباب في تبادل الشتائم لبعضهم البعض وكان العراك يزداد كل دقيقة؟

كانوا يحملون أسلحة خطيرة قد تؤدي بحياة أحدهم ومازال عمر يراقب من بعيد ما الذي سيحدث فأصيب احد الشبان بإصابة بليغة جدا. هذا الشاب اسمه “أحمد”. رحلوا مسرعين وتركوا الشاب وهو مصاب وحالته خطرة جدا. وعندما رأى عمر ما الذي أحل بذلك الشاب أسرع نحوه وحاول إنقاذه. ولكن احمد فقد الحياة، في الوقت الذي قدمت فيه الشرطة، لقد كان عمر بريء من هذا الاتهام. ولكن كان هو المتهم الوحيد وكل الأدلة ضده.

سجن لكنه كان على يقين بأن الله تعالى لن يخذله. وقد كان صبورا يحسن الظن بالله جل وعلى. ثم ان القاضي نطق بحكم لا يجوز أن يتراجع فيه ولا يتغير مهما تعددت الأسباب والدواعي. وفي يوم وهو جالس، جاء أحد الاشخاص وأعلمه متى موعد حكم القاضي، ولكن الشاب بقي صابرا حتى جاء اليوم الذي سينطق فيه القاضي بالحكم. وعرضت القضية كغيرها من القضايا على القاضي، وقرر الحكم بالإعدام على الشاب ولكن عندما أراد النطق في الحكم بدل أن يقول حكم على هذا الشاب بالإعدام، قال هذا الشاب بريء!

حينها انذهل الجميع ولكن القاضي لا يقدر على تغيير الحكم إذا نطق فيه. وهكذا لقد نصر الله عبده وجازاه حسنا لأنه كان دائم حسن الظن في الله تعالى، فسبحان الله الذي ينصر عبادة المظلومين حتى لو بعد حين. وبعد أن أتم الرجل القصة كاملة وسمعها الأبناء قال أحدهم:

_”شكرا أبي إنها قصة رائعة ومؤثرة لم أسمع مثلها في حياتي. “

ثم أضاف الآخر:

_”نعم يا لها من عبرة ثمينة.”

سعد الأب بما رآه في عيون أبناءه من فرحة وإعجاب بهذه القصة فما كان عليه إلا أن وعدهم بأن يقص عليهم قصصاً جديدة في مواضيع أخرى في قادم الأيام.

مقالات ذات علاقة

بوركت عبلين بالفنّ وبالطاقات البنّاءة الراقية!

المشرف العام

تخليد الأصدقاء في الكتابة أمر بالغ الأهمية

فراس حج محمد (فلسطين)

كان يوم كانت

المشرف العام

اترك تعليق