

• السؤال هنا لماذا البحث علي الهوية ومحاولة اثباتها ؟ وهذا يجرنا لسؤال اخر متي بدء هاجس الخوف وضرورة اثبات هوية القومية العربية تحديدا؟
• من المعتقد الشخصي إن الخوف والبحث علي الامان هو السبب للمحاولات المستمرة لأثبات الهوية لكل الدول . فالتيار القومي العربي عرف هويته بأنه شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح من المحيط إلى خليج العرب. وفي هذا السياق، يعرف المفكر العربي عزمي بشارة القومية العربية بانها: هي ليست رابطة دم ولا عرق، بل هي جماعة متحلية بأدوات اللغة ووسائل الاتصال الحديثة تسعى إلى أن تصبح أمة ذات سيادة.
• ففي مطلع القرن العشرين تعرضت معظم أقطار الوطن العربي للهجوم الأوروبي فبدأت المقاومة بقيادة مجموعة المفكرون من أمثال قسطنطين زريق وساطع الحصري وزكي وعبد الرحمن عزام ومحمد عزة دروزة .تجلت المقاومة العربية بالثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين من مكة، لكن الآمال المعقودة تقوضت بأسرها بعد عقد فرنسا وبريطانيا اتفاقية سايكس بيكو والتي قسمت إرث الدولة العثمانية .
برز في الفكر القومي العربي عدة اتجاهات فكرية رئيسية هي:
• الاتجاه اليساري تمثله حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي.
• الاتجاه الديني الإسلامي: ويمثله مفكرون مثل عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عزة دروزة وفهمي هويدي وعبد الوهاب المسيري ومحمد عابد الجابري ومحمد سليم العوا ومنير شفيق.
• الاتجاه التقدمي الديمقراطي: ويمثله مفكرون مثل ساطع الحصري وخير الدين حسيب وعزمي بشارة.
• الاتجاه الوسطي: وتمثله الحركة الناصرية بأحزابها المختلفة.
• وكل هذه الاتجاهات كانت لها مؤيديها سعت بكل ادواتها لنشر ايدولوجيتها السياسية الخاصة بها .الا ان مجهوداتهم باتت بالفشل .نتيجة للتناحر بين التيارات القومية وخاصة بين البعثيين والناصريين ففشلت الوحدة السورية المصرية وهزيمة 1967، وصدرت اتفاقية كامب ديفيد .فتراجع مشروع وحدة التراب العربي وصعدت مشاريع الاقطار العربية الوطنية واستمرت الي وقتنا الحالي بعد أحداث الربيع العربي، وصل التيار الإسلامي إلى السلطة في عدة أقطار عربية أبرزها تونس ومصر وليبيا.
كيف تتشكل الهوية؟
تتشكل الهوية من خلال التاريخ المدون الحقيقي وليس المزيف ، من خلال النظام التعليمي غرس حب الوطن من بدايات التعلم ، الاعلام له دور كبير وبارز في التعريف بالهوية وتشكيلها ، الثقافة المنشورة ادبا وعلما ووو في الكتب والمجلات وغيرها . تنمية الاعتزاز بالوطن الدستور والقانون يحدد لنا نوع الدولة وشكلها اسم البلد علمها نشيدها القوانين المدنية والعسكرية والدبلوماسية . الابراز الرمزي لعناصر الحضارة مثلا ابراز العنصر الديني الاسلامي او الحضارة المتوسطية او حضارة الجرمنيت .
مصادرها النظام العام وهو البنية الثقافية التي تختص بالقانون والمجال العام وهو البنية الثقافية التي تختص بالثقافة هما يشكلان الهوية لاي دولة .وتندرج تحتها الاثنية النوع – الثقافية لغة حضارة دين –اقليمية شمال افريقيا اسيا – سياسية نظام الدولة ديمقراطي ماركسي – اقتصادية وهنا تصبح هوية الفرد داخل اطار هوية المجتمع.
9-10-2022م