عبدالله المتقي | المغرب


ككل مرة …
أراك تلتحفين صمتك وعلى طريقة فراشة ميتة
تدفنين خسائرك خلف ستائر نافذة عاطلة عن الهواء
وعلى الارجح تتشابك تجاعيدك بعض الشيء
مثل لبؤة عجوز
انهكتها السنوات الفائضة عن حدها
وأكلتها عن آخرها
ككل مرة ….
نوارس ثملة بالحب في شرودك
مثل طائرة ورقية في وجه الريح
مثل بالون يحلق قريبا من السماء
وبداخله امرأة قديمة تدندن
بصوت خفيٍّ يُسمع ولا يُفهم
ككل مرة ….
قلبك مزدحم بتنهيدة لا تقول سوى تلك الاماسي
التي لا تقول غير المرايا والريح
تقول معطفا شتويا حزينا
وأصابع ترتعش كل هذا العمر
الذي مازال يرتجف في صدرك
ولا يريد ان يموت مثل كلب بسبعة أرواح.
ككل مرة ….
تنامين كثيرا كما قطتي الصغيرة
تحرك ذيلها احيانا كما مروحة
وتقفز حينا آخر
من الأسى والوهم
واحلام مغتصبة
اختارت ميناء مثقلا بضياع العمر
ككل مرة …
احبك كطائر الفينيق يخترق تفاصيل الرماد
وكل الحطب الهشيم
وحرقة عمر مثقل بالخيبات
واحلام مغتصبة اختارت طريقا ضريرا
متخما بالتسويف
وزغاريد بكماء، تلغي كل فرح
على رصيف العرس
ككل مرة …
لا تهمني خفافيش الحب
التي لا تليق بقبلاتنا التي نطرزها
على سرير دافئ بإبرتين من رعشاتنا
على مهل وبأوركسترا الموسيقى
وأحيانا بمدفأة كهربائية
حين تكون المواقيت بردا وشتاء
ككل مرة ….
الموتى. لا يعودون
الراحلون إلى جهة العتمة لا يعودون
القتلى بمسدسات كاتمة للصوت لا يعودون
وأكفان القتلى تليق بالقتلى
في جنازة شبيهة بالذين ماتوا مجانا
ويليقون بجيوب القلوب الخاسرة
العرائش 19 شتنبر 2022
الساعة الرابعة و26 وعشرون دقيقة