

صدر مؤخراً عن مكتبة دار السلام بطرابلس كتاب (المنطق المتهافت في نقد الفكر الديني) وهو يقع في أربعة أجزاء، ويعالج بموضوعية، وفي تجرد تام، جملة من المسائل الفكرية بشيء من التفصيل كما وردت في بعض التآليف، وأكثرها مصنفات لأعلام مشاهير في عالم الفكر والمعرفة، أمثال: طيب تيزيني، ومحمد أركون، وجورج طرابيشي، وصادق جلال العظم، وعلي حرب، وحسين مروة، وعبد الله القصيمي، وشبلي شميل، وإسماعيل مظهر، وآخرين. وتتبع الكتاب جذور نشأة كثير من الأفكار والاتجاهات المذهبية والفلسفية، وتطورها خلال مراحل زمنية متعددة. وركز الكتاب على إظهار مواطن الخطل والخلل المنهجي في التفكير، لا سيما تلك الأفكار الوافدة التي فقدت بريقها في المجتمعات الغربية، أو تلك التي لم يتقبلها العقل الغربي نفسه. فتولدت نتيجةً لذلك ظاهرة (المابعد)، مثل: مابعد البنيوية، وما بعد التفكيكية، وما بعد الحداثة، وما بعد الفلسفة، وما بعد الحقيقة، وما بعد النقد.
ولا يرى مؤلف الكتاب غضاضةً في توظيف تلك المنهجيات، ولكنه يأخذ على منتحليها سوء التطبيق، وتوظيفها بطريقة تعسفية لنقد تراث الأمة، ولا سيما (نقد القرآن). في الوقت الذي يبين فيه المؤلف بالأدلة القاطعة ضحالة معرفة بعضهم بأصول العلوم الإسلامية التي يتوجهون إلى نقدها، فضلاً عن توظيف تلك الآليات بطريقة تنبئ عن سوء فهم لمقاصد أصحابها، أو من قبيل نسبة أقوال لهم ليست لهم، أو من قبيل التصرف المخلّ في النصوص المستشهد بها، ولو كانت لا تعلّق لها بالموضوع أصلاً.
هذا الكتاب، بأجزائه الأربعة، محاولة لدرء كثير من الأغاليط التي ما برح يتبناها الواحدُ عن الآخر حتى باتت وكأنها من المسلمات.