

-إلى أين تأخذنا يا دمُ؟
وهل لك – حتّى تجيبَ – فمُ
إلى أين؟
لا وردةً في الجوار
إذا ما مررنا بها تَبْسُمُ
نسير وتسكنُنَا حيرةٌ
أقلُّ متاهتها المبهمُ
تعذّبُنا ذكرياتُ المكانِ
ويصلبُنا الزمنُ المؤلمُ
ويشبهنا قمرٌ نازحٌ
منازله خلفهُ تُهدمُ
وأطفُالنا
يا اختصارًا عميقًا
لمعنى الأسى المُرِّ
إذ يَدهمُ
تحطُّ الرصاصات
في دورهم
فيعلن عن يُتمهم
مأتمُ
إلى أين تأخذنا يا جنونٌ
تعاصى عن الفهمِ
لا يُفهمُ؟
-إلى حيثُ لا أملٌ يستريحُ
بقلبٍ ولا حلم يُلهمُ
-إلى حيث في كل شبر حريقٌ
ونيرانُه أبدًا تُضرمُ
وحيثُ تصيرُ البلادُ قبورًا
وحيث المماتُ
هو المغنمُ