رواية للكاتبة “نجوى بن شتوان” فرغت في الآونة الأخيرة من قراءتها… الرواية تناولت حقبة بعينها.. كان من أبرز ملامح تلك الحقبة، كما أبانت الرواية، اشتغالها بالرق، وانشغالها به …. فصار هذا محور الرواية، حتى أخر سطر منها، ومع أن عالم العبيد، وبكل بشاعة مكوناته، كان إمّا محصورا داخل زرايب، عند أطراف مدينة بنغازي، أو ملزماً بمسلك محدد، ليس له تجاوزه، حين يتخطى إلى ما وراء تلك الأسوار، ويعيش مع السادة، قيد أنملة. إلا أن هذا، لم يمنع كما فصلت الرواية، وبشكل شديد الوضوح، دون حدوث تداخل وتشابك، بين أقدار وحيوات شخوص من العالمين، عالم السادة، وعالم السراري والعبيد، درجة، لا تدرك معها أحيانا من يملك من. وينبعث هذا من امتلاك العبد أو الجارية، العديد من مفاتيح أكثر أسرار حياة سيده أو سيدتها خصوصيةً، واعتماد الأخيرين عليهما، في كتمانها والتصرف بوحي من خطورتها، إذ أن افتضاحها، وكشف غطائها، زلزال مدمر. فمن يصدق أن السيد المالك، يمكن أن يصل وقد أذاب الحب وألغى، كل الفروق، التي صنعتها بشرة ملونة وعوز غير مقدور عليه، إلى أن يركع مستجديا عند قدمي سريته، من ابتاعها بنقوده، من سوق النخاسة ذات يوم، أحس بحاجة من يسرِّي عنه، وهنا يتهاوى الاعتقاد التاريخي، بأن هناك من الحدود، ما ليس لجبروت الحب أن يتخطاها.. فالرواية أرى أنها، وعبر سلسلة، من الأحداث المثقلة بالوجع، والمثخنة بجراح ليس للزمن مدا واتها، وإن كان له أن يُسكتها إلى حين، عمدت إلى تبيان، أن رزيئة الرق، بلوى ليس لها حد لتقف عنده، فما أشبهها بطرطشة مياه بركة آسنة.. كما كان الحال وقد رأيناه، مع رزيئة تعويضة، ومحمد وعيده وسالم والفقيه وعلى وعويشينة، وزوجها الكبير صاحب الهيبة والمكانة التي كان يُعمل لها ألف حساب. ثم والأمر هكذا كان لكل من شخوص الرواية زريبة.. لا تختلف إلا في الظاهر عن باقي الزرائب، تلك التي نصبتها السيدة بن شتوان وبعد أن استلتها من خبئ الذاكرة الوطنية بدقة وإتقان وجهد واضح. وهذي زاويتي التي نظرت من خلالها إلى الرواية، والتي ولأهمية المحتوى الذي تناولته الرواية، ستتعدد أ قصد الزوايا التي سينظرون من خلالها إليها. بقي أن نعرف، أن الرواية صدرت في العام المنصرم 2016م، اقتربت كثيراً من الجائزة العالمية للرواية العربية ” البوكر ” وإن لم تصلها، في النهاية، هذه ليست أكثر من انطباعات سريعة، وأحسب أيضاً، أنها غير متأنية.
7/12/2017م. درنة