متابعات

ندوة نقدية حول المعرض التشكيلي (انطباعات جمالية)

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

ندوة نقدية حول معرض (جماليات انطباعية) دار الفنون – طرابلس

أقامت الجمعية الليبية للفنون التشكيلية ببراح دار الفنون بطرابلس ندوة نقدية حول المعرض التشكيلي (انطباعات جمالية) الذي نُظم خلال الأسبوعين الماضيين للتشكيليين “صلاح غيث” و”محمد مليطان”، مساء يوم السبت 20 من شهر أغسطس الجاري، وقدمت وأدارت مجريات الندوة الكاتبة الصحفية “سالمة المدني” بحضور لفيف من التشكيليين والإعلاميين والمثقفين، وقد شارك في الندوة الفنانة التشكيلية “نادية العابد” والفنان التشكيلي “علي إنبيه” اللذان قدما قراءة وافية حول اللوحات التشكيلية للمعرض المشار إليه آنفا، فأشارت نادية العابد إلى أن تجربة التشكيلي صلاح غيث تبرز الواقعية كرؤية تتحقق بصيغة بعيدة عن الأطر الجاهزة صيغة تنفتح على معطيات التراث وهي ليست بمعزل عن روح العصر، وأضافت أن أعمال صلاح غيث تعتني بالفلكلور الشعبي كأسلوب ورؤية للتعبير يستقيها من بانوراما الحياة وكأنه يدخل البيوت ويرصد الأفراح ومظاهر الحياة في أجواء تصويرية وبشفافية جمالية آنية كمدخل للمضمون الإنساني، مؤكدة بأن صلاح غيث حاول التركيز على الملامح كعنصر تعبيري وبالتحديد المرأة بلباسها الشعبي المتميز وزخارفه الواضحة والدقيقة محافظا على قيمتها الإجتماعية والمحلية كما لو كان يريد أن يقول أن الجمالية قد تتمثل في الأزياء التي طالما حازت على اهتمامه وتركيزه كما الزخارف وملامح الأجداد موضحة إن المحتوى الإنساني والبيئة الطبيعية تلك التي التصقت بخياله ليعيد صياغتها من جديد برؤيته الخاصة وانطباعاته وتكويناته التعبيرية بمحتواها ومصادرها سواء متأثرا بمظاهر الطبيعة كالبحر وسواحله والميناء بقواربه المتناثرة أو بأحراش وغابات المدينة التي طالما أسرته بجمالها.

فيما أضاءت من جهة أخرى على التكوين أو الملمح البصري لدى التشكيلي محمد مليطان مشيرة إنه عندما يتحقق التكافؤ في الفرص ومستلزمات الإبداع وتدفعك تجليات الملمح البصري للوقوف أمام الخلق الفني الناضح بأسمى صفات الروعة وبدرجة عالية من القوة وأردفت: تأخذك حزمة الدهشة والجمال للحظات الإنتعاش والانسجام.. وتشاهد ما ترجمته أنامل فنان مرهف الحس.. لتعكس تجربته الفريدة وانطباعاته المتسمة بدرجة عالية من القوة والجرأة والليونة في أعمال تحمل في مضامينها صيغ وقيم تشكيلية غاية في التكامل.

من جانبه أكد التشكيلي “علي إنبيه” على إن العلاقة بين الإنسان والبيئة من حوله والمجتمع الذي يعيش فيه علاقة قديمة قدم الزمن فقد مضت ملايين السنين قبل أن يتخدل الإنسان ليغير من شكل البيئة بالمنشآت والمباني والمصانع وتخطيط المدن لتتكون هذه المفاهيم التي أسست لما نسميه اليوم بثقافة المجتمع حيث يقع الذوق والإبداع ضمن دائرة هذه المنظومة، وتابع : ومن هذه العوامل تتشكل القيم الجمالية التي جاءت تحت مسمى معرض (جماليات انطباعية) للفنانين صلاح غيث ومحمد مليطان، مضيفا بأنه من هذا المنطلق كان دور الفنان المغاير للسياسي الذي يمارس القمع ليسسيس الحياة لمصالحه الشخصية حيث يضيق الأفق ويسقم الوجدان، بخلاف الفنان الذي ينهض بدور الفاحص والمدقق ومرآة المجتمع فنجده مفتشا عن مظاهر الجمال ومترجما للمور التي تتطلب إدراكا ذهنيا معينا،كما يرى إنبيه أن الأعمال الفنية جاءت تعبيرا إبداعيا عن الحاضر وهي دلالة ارتباط الفن باحداث التغيرات والتطورات داخل المجتمع فتقوم التجارب الفنية بالمساعدة في عملية إدراك الأشياء المبهمة والغامضة والعمل على معالجتها وابتكار أفكار متجددة أكثر بغية التوصل إلى معرفة متقدمة، ودعا إنبيه في المقابل لإلقاء الضوء على الجانب الفني التكشيلي وتحديدا اللوحة التشكيلية بكل أبعادها ليكون هناك ربط بين اللون ولغة التعبير الفني والقيم الجمالية.

في ختام الندوة منحت الجمعية الليبية للفنون التكشيلية شهادات شكر وتقدير لعدد ممن ساهموا في إنجاح المعرض وفي التغطية الإعلامية والصحفية وهم : الفنان “خالد هدية” والفنانة “نادية العابد” والفنان “علي إنبية” والكاتبة الصحفية “سالمة المدني” والرسام الكاريكاتيري “العجيلي العبيدي” والفنان “محمد الغرياني” والكاتب الصحفي “عبد السلام الفقهي” والكاتب الصحفي “مهنّد سليمان” والصحفي “خليفة السويح” والسيد “حمزة المهدي” ممثلا عن دار الفنون للثقافة والسيد “عبد الجواد المغربي”.

مقالات ذات علاقة

مجلس الثقافة العام ينظم لقاءات حوارية حول العملية الانتخابية

المشرف العام

عناصر الفُرجة في ذاكرة مدينة طرابلس

ناصر سالم المقرحي

المهرجان السنوي الثاني لكلية الفنون والاعلام

المشرف العام

اترك تعليق