

يدايَ الصّديقتانِ
اكتشفتَا
أنّيَ صيّادٌ ماهرٌ.
اصطدْتُ فكرةً
وتركتها تُنظّفُ رأسي
ليسهل حملها.
اصطدْتُ قمرًا
فتعلَّمتُ كتابة الشّعر.
اصطدْتُ شمسًا
وحشرتُها في ليلِ وطني.
وطنٌ..
كنتُ واثقًا من مائه
لم يعدِ الآن
يُصغي لوجعِ التُّرابِ
بعيدٌ عن منزلي
ولا يعبرُ إلى الموسيقى.
بعيدٌ عن أصابعي
التي تُكيِّفُ الحياةَ فيه
كي تستيقظ طفولةُ الحواس.
وطنٌ مُخدَّرٌ وأنا مدمنُ
التزمُ الصّمتَ
لئلاّ تقوم القيامة
قبل أن تنتهي القصيدة.
وطنٌ يُربكُ الطّريق
كالمسمار في حذائي.
اصطدْتُ حلْمًا
فَلَتَ من عينيِّ الله.
اصطدْتُ في العاصفة
رياحي،
في فنجانِ القهوةِ
علاقاتي الفائرة بلا سبب.
واصطدْتُ في جريدة الصّباحِ
حروبًا باردةً.
ساعدني يا إلهي
أُريدُ بلدًا
لا يُشبه دار خالتي
تَرفَعُ فيه الفضيلةُ رأسها
وألتقطُ أنفاسي.
14/2/2022م.