المقالة

أغنية الحرمان

الموسيقار علي ماهر والشاعر مسعود القبلاوي
الموسيقار علي ماهر والشاعر مسعود القبلاوي

أغنية الحرمان للفنان علي ماهر عتاب للحبيبة ليبيا: بلاد تحبها وتزدريك. هذه واحدة من أجمل الأغنيات الليبية، وفي تقديري من أجمل ما قدم الموسيقار الكبير علي ماهر، بعد رائعته الخالدة: بلد الطيوب، بها موسيقى تقطر بالشجن، وأداها الفنان علي ماهر بإحساس عال. الأغنية من كلمات الشاعر الراحل مسعود القبلاوي، والحان وأداء الموسيقار علي ماهر، وقد تم تسجيلها عام 1979.

الأغنية تتحدث بلسان العاشق الذي يعاتب الحبيبة على إهمالها لها:

بتفرقي الشربات عالغير في ليلة عيدك

وقلبي أنا الملهوف،

محتاج لشربة تبل الريق من ايدك ٠

الحبيبة هنا هي ليبيا، التي تغدق خيراتها على الخارج، وعلى كل ما هو أجنبي، وتحرم المواطن، وتعامله بقسوة:

لا شاف منك ود ولا رحمة 

بيكلمك لكن عماه الخوف

ملقاش فيك طريق من الزحمة

بيكلمك، لكن عماه الخوف

الخوف هنا من السلطة التي تبطش بكل منتقد لهذه السياسات القائمة على حرمان المواطن، فيما يتم تبديد الأموال في الخارج لأسباب عديدة. ما من عاشق يقول هذا الكلام لحبيبته، إلا إذا كانت الحبيبة هنا هي الوطن:

ملهوف عليك

لهفة مشتاق

لأولاده

في نهار العيد 

ويستمر العاشق يقول مخاطبا

ليبيا:

ولو ضاق بيك الدهر وتعبتي

نفديك بحياتي كان احتجتي

ويسقيك من عمره كان عطشتي

وعلى الرغم من الرقابة المشددة على كل ما يبث في التلفزيون والإذاعة، طيلة العقود الماضية ومنع أي عمل يشتم منه رائحة النقد، بما في ذلك الأغاني التي لم يقصد أصحابها توجيه النقد السلطة، ومع ذلك منعت، مثل أغنية وين سايرة يامركبي قوليلي، الا أن هذه الأغنية استطاعت أن تفلت من الرقابة، ولم يتم منعها، رغم ما فيها من رسالة نقدية، بسبب رمزيتها، وأذكر أن الإذاعة المسموعة الليبية، كانت تبثها في كل عيد اضحى وعيد فطر، رغم أن الشاعر ربما كان يقصد أعياد الفاتح عندما قال:

بتفرقي الشربات عالغير

في ليلة عيدك

وقلبي أنا الملهوف،

حين كانت الأموال تغدق على الضيوف العزل والأجانب، بما في ذلك الفنانين العرب الذين كانوا يمنحون أموالا طائلة نظير مشاركتهم في الغناء على المسارح في المدن الليبية، فيما كان الفنان الليبي مهملا، محتاج لشربة تبل الريق من ايدك، لكن عماه الخوف.

تحية كبيرة للفنان الموسيقار علي ماهر، متعه الله بالصحة وطول العمر، ورحمة الله على الشاعر مسعود القبلاوي، لأنهما قدما لنا عملا غنائيا غير مسبوق، يخاطب الحبيبة ليبيا ويعاتبها بهذه اللغة الراقية، لعلها تتوقف عن سياسة النخلة التي ترمي بخيرها خارج البيت، فيما يعيش أهل البيت حالة من الحرمان.


أغنية الحرمان

كلمات الشاعر مسعود القبلاوي

الحان وأداء الموسيقار: علي ماهر

بتفرقي الشربات عالغير

في ليلة عيدك

وقلبي أنا الملهوف

محتاج لشربة تبل الريق

من ايدك

وقلبي أنا الملهوف

لاشاف منك ود ولارحمة

بيكلمك

 لكن عماه الخوف

ملقاش فيك الطريق م الزحمة

بيكلمك

لكن عماه الخوف

عطشان يستنى

فرحان يتمنى

في شربة تبل الريق من ايدك

قلبي أنا الملهوف

***

ملهوف عليك

لهفة مشتاق

لاولاده

في نهار العيد

ومتشوق ليك

شوق المتغرب عن أهله

وبلاده

في بر بعيد

ولاصبر نفعني لا

ولاحد ردعني لا

أنا قلبي في الحب عنيد

عطشان يستنى

فرحان يتمنى

في شربة تبل الريق

من ايدك قلبي أنا الملهوف

******

عيشي لنفسك واتهني وانا ليا الله

يكفيني الحب اللي عشته ومازلت معاه

وانا قلبي كبير يتحمل ويسامح دوم

وانا حبك عندي بيزيد يوم وراء يوم

وانتي اللي زيك مهناش وينه مفيش

ماتحني شوية ياروحي خليني نعيش

ومن أغلى منك قوليلي من أغلى مين

ومن أجمل منك قوليلي من أجمل مين

***

ولو ضاق بيك الدهر وتعبتي

نفديك بحياتي كان احتجتي

ويسقيك من عمره إن كان عطشتي

قلبي أنا الملهوف


مقالات ذات علاقة

النـص الشـعـبي

سالم العوكلي

القرآن بين الإيمان والإسلام

المشرف العام

البنغازيون وربيع الأول..!

امراجع السحاتي

اترك تعليق