رحلة في بناء الذات
وتغير للأحوال والصفات
استعداد فإمداد، بذل وتضحية فتمكين
خطوات على درب التوكل، وسير على منهج الرسل
خروج من دوائر الظلم والجهل
إلى آفاق العدل والعلم.
من مكته إلى مدينته رحلة،
أعادت ترتيب الأحداث
وصنعت مجرى جديدا لنهر الزمن
فللهجرة أثر وأي أثر
زوايا أعمق في بناء الإنسان
تفاعل أوثق بين أهل الإسلام
مؤاخاة بين المهاجرين الأنصار
تعاضد، تعاون، صدق وإيثار،
إخوة إيمانية، دولة مدنية
مسجد ودستور، فرقان وبرهان
احترام للعهود ووفاء بالمواثيق
سمو بالإنسان وعلو للبنيان.
صلوات ربي وسلامه عليه
من مكته أخرجوه،
في مدينته احتضنوه
زينوها لما استقبلوه
أحسنوا وفادته هو ورفاقه ونصروه
وبدأ الانطلاق،
من الانحسار إلى الانتشار
من الخوف إلى الأمان
من الفرد إلى الجماعة
من المجموعة إلى المجتمع
من كيان ضعيف إلى دولة قوية
وتأسست دولة على منهج القرآن وسيرة خيرة الأنام
لكن رويدكم،
ما كان الأمر سهلا ولا يسيرا
بل كانت هناك تضحيات جسام
وبذل لأنفس وأموال
وكان هناك،
موجات من مكر وإجرام
محاولات كيدية ومؤامرات داخلية وخارجية
لكن هجرا للآثام وفرارا إلى رب كريم علام
وإتقانا للأعمال وإسوة بخير الأنام
كانت عونا على البناء ودافعا للعطاء
ودليلا على صدق الانتماء
فغدت المدينة دوحة الإسلام
وواحة للحب والسلام
وفتحت الهجرة،
أفاقا متجددة لمعاني متدفقة
لكل جليل وجميل
ورفيع وأصيل.