متابعات

الدكتورة فوزية بريون تُضيء على دعم الزعماء العرب لجهاد الليبيين

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة (دعم الزعماء العرب لليبيين في جهادهم ضد الإيطاليين -شكيب أرسلان أنموذجا-) المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية

نظم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس ضمن موسمه الثقافي لعام 2021-2022م محاضرة جاءت بعنوان (دعم الزعماء العرب لليبيين في جهادهم ضد الإيطاليين -شكيب أرسلان أنموذجا-) ألقتها الدكتورة “فوزية محمد بريون” وذلك مساء يوم الأربعاء 22 يونيو الجاري بقاعة المجاهد، واستهل الدكتور “علي الهازل” في مقدمته التعريف بالسيرة الذاتية والعلمية للدكتورة المُحاضرة فهي متحصلة على درجة الماجستير في الأدب العربي الحديث قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة عام 1974م وعلى إجازة الدكتوراه من قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة متشجن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1988م، نشرت إنتاجها الأدبي والشعري في عدد من الصحف المحلية والعربية.

السقوط بين فكيّ المحتل
وأشارت الدكتورة فوزية بريون في توطئتها إلى أن ولاية طرابلس الغرب كانت البلاد الوحيدة من بلدان شمال إفريقيا التي بقيت خارج قبضة الإستعمار بعد إحتلال دول مصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ورغم ما كانت تتوقعه الدوائر السياسية من هجوم إيطاليا على ليبيا نظرا لتزايد نشاطها الإستراتيجي الاقتصادي والثقافي والأثري الذي كانت تُمهد به لخطة إحتلالها وبالنظر أيضا لتدهور الأوضاع في دولة الخلافة المركزية وتكالب القوى الغربية عليها وأردفت بأن ولاية طرابلس وقتذاك كانت بحاجة ماسة لقوة تحميها وإلى المؤن والذخيرة اللازمة لرد أي عداون عليها وهو ما يبرهن على إهمال السلطة العثمانية لها، مضيفا أن الغزو الإيطالي للبلاد بدا مستفزا للوجدان القومي مما نجم عنه ردود أفعال كثيرة من قبل الشعوب العربية والإسلامية حين وصلتها أخبار الفظائع الإيطالية بحق الشعب الليبي وأنباء مقاومة الشعب الباسلة وتضحياته الكبيرة .

الداعمون العرب
فيما لفتت أن من أشهر الشخصيات التي دعمت جهاد الليبيين ضد المحتل الإيطالي المفكر الإصلاحي الشيخ “محمد رشيد رضا” صاحب مجلة المنار حيث نشر عدة مقالات له ولغيره من الكتاب يشجب فيها سياسة الإبادة التي ترتكبها الإدارة الإيطالية ضد سكان ليبيا وقد كان الشيخ رضا من الموقعين على النداء الصادر من جمعية الشبان المسلمين المصرية الموجه للأمم المتحدة عام 1911م وكانت مجلة المنار منبرا لنشر البيانات المساندة للمقاومة الليبية والمؤيدة لنشاطات الحركة السنوسية وقالت مسترسلة أن مجلة المنار حذرت كثيرا من المشاريع التي كانت إيطاليا تقوم بانشائها كالمدارس الإيطالية ومن المؤسسات الاقتصادية كبنك روما وسعيه للحصول على إمتيازات الاستثمار، كما ذكرت الدكتورة فوزية أن الشيخ “علي يوسف” صاحب صحيفة المؤيد الإصلاحية فهو من الشخصيات الداعمة لحركة الجهاد الليبي فاتخذ موقفا مبكرا ضد الإستعمار الإيطالي وباعتباره رئيسا لجمعية الهلال الأحمر المصري فكانت تؤول إليه تبرعات الأهالي المصريين والشوام وتجمع هذه التبرعات ويتم إرسالها عبر قوافل برية لصالح المجاهدين الليبيين وتابعت الدكتورة فوزية أنه في اجتماع للأعيان المصريين أنشأت لجنة سميت باللجنة العليا لمساعدة مجاهدي طرابلس الغرب واختير عمر طوسون رئيسا لها فتبرع بمبلغ عشرة آلاف جنيه مصري ثم بضعفها بعد ذلك وظلت هذه اللجنة تستقبل التبرعات من عدة دول عربية أخرى حتى تمكنت اللجنة من افتتاح مستشفى خاص في بنغازي زود بعدد من الكوادر الطبية المصرية افتتح له عدة فروع في درنة وطبرق.

الدكتورة “فوزية بريون”

في المقابل تناولت الدكتورة فوزية الأدوار السياسية التي لعبها العراقيون في دعم القضية الليبية ومن أبرزهم السيد “محمد الحبيب العبيدي الحسيني” مفتى مدينة الموصل الذي أسر إبان الحرب العالمية الأولى بتهمة تأييد الدولة العثمانية ونشر العبيدي خطابا مفتوحا شديد اللهجة وجهه لموسوليني بعد زيارته لليبيا وتتابع الدكتورة فوزية أن من بين الشخصيات البارزة كذلك في دعم الجهاد الليبي مفتى مدينة القدس السيد “محمد أمين الحسيني” وهو معروف بمواقفه الحازمة للاحتلال البريطاني بفلسطين والإيطالي بليبيا وأثار الحسيني القضية الليبية أثناء ترأسه لمؤتمر الإسلامي الأول المنعقد بالقدس ودعا “بشير السعداوي” لتمثيل ليبيا في هذا المؤتمر واتفق معه سرا على إعداد تقرير واف عن فظائع الإيطاليين ليلقيها في المؤتمر.

شكيب أرسلان – الدور النموذجي –
وتطرقت الدكتورة فوزية للشخصية المحورية في المحاضرة المتمثلة في السيد “شكيب أرسلان” وهي شخصية غنية بالتفاصيل إذ كانت له سلسلة من المواقف الداعمة لحركة جهاد الليبيين والكثير من الاجتهادات الرامية لتخفيف عنه الواقع المؤلم عنهم مشيرة إلى أن أرسلان كتب لصديقيه الشيخ “محمد رشيد رضا” و”علي يوسف” ليؤكد لهما ضرورة دعم الجبهة الطرابلسية بكل الوسائل مشددا على أن يوليا الاهتمام الأكبر لهذا الأمر على الإصلاح الديني والفكري اللذانت تصديا له، ومضت الدكتورة فوزية للقول أن أرسلان اقترح على ناظر الحربية بالآستانة أن يرسل الإمدادات اللازمة للمجاهدين الليبين وإرسال فرق من الجنود والضباط متنكرين في ثياب البدو الرحل ليتسللوا عن طريق الحدود حاملين معهم مايمكن حمله من المال والسلاح وأضافت بأن لأرسلان دور في جمع المتطوعين للقتال في ليبيا ويتنقل ما بين سوريا وفلسطين ومصر مما جعله ينضم لاحقا لصفوف المجاهدين الليبيين برفقة أنور باشا ومصطفى كمال أتاتورك، علاوة على ذلك عرّجت الدكتورة فوزية على طبيعة العلاقة بين أرسلان وبشير السعداوي وسبل التواصل والتنسيق بينهما حول مجريات ما يحدث على الساحة الليبية كذلك تواصله مع أحمد الشريف بعدما استضافه بمنزله بمدينة مرسين التركية.

جانب من الحضور -قاعة المجاهد-

مقالات ذات علاقة

عرض عالمي في افتتاح المسرح الوطني بطرابلس

أسماء بن سعيد

معارك اليوم… محاضرة ثقافية

المشرف العام

شعراء العقد السادس

ناصر سالم المقرحي

اترك تعليق