[] تستغرق منا التفاصيل الكثير من الجهد والوقت سواء لنا أو لأولئك المحيطين بنا، وفي هذه الرواية ينسج الكاتب تفاصيل النص بمهنية واضحة يضعنا بين كلماته نتطلع لها عن قرب مرددين لأنفسنا لن يتوقف الحكي حتى يخرج العمل متناسقاً
بروية ويسر يبدأ المشهد ويبدأ الحديث ومن الصفحة الأولى نحاول أن نعرف من هذا الذي يجلس مع ميلاد على طاولة المطبخ يشاركه قهوته وسجائره ثم يبدأ في تعريفه ببيته وزينب التي يخشى من ازعاجها، ومن هي المدام التي لم يذكر اسمها في البداية هي نفسها التي تجعله يكتشف نفسه ومهاراته كخباز وكرجل
يعيش ميلاد طفولته في الستينات في عائلة بسيطة بين أربع شقيقات تتقوى الرابطة بينهم إلى أبعد الحدود حتى إن الأم تخشى على حياة ابنها الوحيد في المستقبل،
يركز على أدق مكونات المشهد يطيل الوصف في كثير من المواقف كان من السهل الاستغناء عن هذه الإطالات دون أن يؤثر ذلك على جمال المشهد وتسلسله
يستخدم الكاتب أمثالا شعبية في فصول الرواية لأن ميلاد هو ابن هذه البيئة تربى فيها وعاش حياته متنقلا بين مسالك اعتادها في طفولته، تمر حياته بين شقيقاته متغلغلا بفضوله يبحث بعفوية الطفل والشاب ثم الزوج الذي لا يخجل من سرد يومياته وفي كل هذه التفاصيل نجد أنه يجعل من الخبز الرفيق الدائم، كوشة القرية ثم البيتزاريا، مطبخ الشقة بتفاصيله، رحلة شهر العسل في تونس وميلاد الرجل الذي رضخ لكل طلبات زوجته هل كان كل هذا حبا أم أشياء أخرى.
بعيدا عن المثالية التي نجد الكثير من الكتاب يضعنا النعاس أمام مشاهد واضحة مكشوفة أمامنا متأكدا أن هذا الوضوح لن يفسد جودة العمل
مواقف كثيرة ومشاعر مختلفة في الرواية نجد أنفسنا تحت صدمتها ربما هي ضمن ما نبحث عنه ونخشى وصوله في ذات الوقت.
من قرأ دم أزرق لا يستغرب هذا الجمال والجرأة على طرح أمور حساسة لأي مجتمع في أعمال النعاس