شعر

فنتازيا: (إلى عرّابة العطش) الرواء بلغةٍ أخرى

من أعمال التشكيلية شفاء سالم

فوق لُجّتينِ من ضوءٍ وهالةٍ من توق
أتأهبُ لِبِشارةٍ ومعجزة
وما تيسّر من نشيد
كتبكِ بكل هذا الهذيان
بين دفّتي غيمةٍ راعفة
وشهقة صحراءٍ بكر
كبجعةٍ حزينة
تحدّقُ في بُحيرةٍ جفّفها الأسى
وغادرها ملح الينابيع
هكذا رسمتكِ
على قوسِ صومعةٍ عتيقة مبهمة
تندبُ حظّها، لم تنحنِ لراهب
أنتِ الحرفُ المشاكس
الهاربُ من نصِّيَ المتنمر
وأنا الحبرُ المسفوح بالكادِ يجفُ ذنبه
كتبتكِ بحشدٍ من شغفٍ
وبلغةٍ تستعصي عن الفهم
ليخرس الوشاة
كائنٌ حِبْري أنا
ينفثُ ضجره في مجرّةٍ زرقاء، كأنهُ دمي يُراق !
إليكِ يا وهّابة الشرود … كتبتهُ
ذاكَ النص المتمرد
لا يشبه ملامحكِ النيلية
تلك التي أذهلت الأفق وشهامة الاغتراب
لم يخمش عُريها الزمن
هي سلالة من أزقّةٍ حيْرى وطفولة أرستقراطية
حين تستثار اللغة تحبل صحو المعاني
كنيزكٍ تاه عن مجرته البلهاء
يشبه في اللاوعي خربشات صعلوك
على حائطٍ متصدع لقصرٍ غادره النبلاء
لم تبق منه سوى اللغة الرتيبة وغدٍ غامض البِشارة
حيث تشيخُ الشمس ويتصدع الرمل تحت أقدام العناكب
وكومةٍ من غرباء .!

مقالات ذات علاقة

عاشور الطويبي

مرحباً يا أبي

المشرف العام

في الجُبةِ ألف سؤال

عبدالباسط أبوبكر

اترك تعليق