الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
نظم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس في إطار موسمه الثقافي لعام 2021-2022م، حلقة حوارية مساء يوم الأربعاء 18 مايو الجاري حول كتاب (من مصادر التاريخ الليبي..تاريخ هيرودوتوس) للمترجم والباحث الدكتور “محمد المبروك الدويب”، وقد أدار الحلقة الدكتور “علي الهازل”، حيث استهل الدكتور الدويب النقاش بالتوقف عند محطات من الكتاب الذي نقله من اللغة اللاتينية إلى العربية عارضا نبذة مقتضبة عن السيرة الذاتية لهيرودوتوس فهو يعد حسب المهتمين بالتاريخ مؤسس تاريخ البشر أو أبو التاريخ باعتباره من أوائل المؤرخين اللذين نزل بالتاريخ من السماء إلى الأرض.
وعرّج الدكتور الدويب على محتويات الكتاب واستخدام هيرودوتوس للكتابة الأيونية وتحديدا عام 420 قبل الميلاد فأخذ يُقسّم العالم لثلاثة أقسام الأيونيون/ الدلتا وليبيا وسكانها، كما تطرق الباحث لمراحل طباعة ونشر العمل وما واجهه من صعوبات، وفي المقابل أشار الباحث لمغالطة نُسبت لهيرودوتوس فيما يتعلق بمقولة من ليبيا يأتي الجديد ليؤكد الدكتور الدويبي عدم صحتها وبراءة هيرودوتوس منها وأن من قالها هو الفيلسوف أرسطو في تاريخ الحيوانات.
أعقب ذلك مداخلة للدكتور “محمد عيسى” الذي قدم من جانبه قراءة لمجموعة من النقاط حول الكتاب مشيرا إلى أن هيرودوتوس أطلق على كل كتاب من الكتب التسعة اسم ربة من ربات الفنون الأسطورية لدى الحضارة الإغريقية، وأوضح بأن هيرودوتوس كثيرا ما يستخدم كلمة (البربرة) وهو بهذه التسمية لا يقصد بعض الجماعات القاطنة بشمال إفريقيا بقدر ما يقصد بها الأجانب غير الإغريق، وأضاف إن كتاب هيرودوتوس يُصنف من الكتابات القديمة، وأشاد بالجهد الكبير للدكتور الدويب ونقل هذه السلسلة من اللغة اللاتينية مباشرة، فيما قدم تصويبا لعدد من المعلومات الواردة في الكتاب وحث المترجم على ضرورة التأكد والتحقق من النص الأصلي واختتم مداخلته بالثناء على جهد المترجم قائلا : إن هذه الترجمة تعتبر أصدق ترجمة حتى الآن مما يجعلها سهلة التداول وهنا يكمن اختلافها عن النهج السابق للمترجمين عن اللغات الأوروبية، مضيفا بأن المترجم توفر لديه المقومات والمعطيات فضلا عن معرفته وإلمامه بالقواعد والأساليب اللغوية للنص.
من جهته شارك الدكتور “خالد محمد الهدار” بمداخلة مطولة عنونها بـ(هيرودوتوس وظله) مستهلا مداخلته بالحديث عن علاقته بالدكتور الدويبي وتعاونهما العلمي المثمر، وتطرق الدكتور الهدار لرفض هيرودوتوس في عدم قراءته لأحاديثه تحت الشمس مُؤثرا مساحة الظل ليتسنى له قراءة كتابه وأشار الدكتور الهدار لمسألة إزدراء هيرودوتوس للفرس فحتى حين يذكر بعض تقاليدهم وعاداتهم كان بغرض التقليل من شأنهم كونه ينظر لهم كمستعمرين، وأضاف الدكتور الهدار إن تضمن كتابات أو أحاديث هيرودوتوس للمفارقات الغريبة جعلت البعص ينفي عنه أبويته للتاريخ وذكر إن ثمة حقائق تفيد إنه لم يكن مؤرخا بل معتمدا على الأساطير والأشياء الغريبة وتابع بعضهم يقول إنه كان يفتعل الأحداث ليلفت إليه السامعين بقصصه المثيرة، ورأى الدكتور الهدار إن بعض الهوامش التوضيحية وما ورد فيها من تكرارطريقة أضعفت المتن بالإضافة لكثرة الأخطاء المطبعية.