(1)
بخلاف حلقات المنوعات الرمضانية ذات المشاهد النقدية الساخرة واللاذعة، كانت الكوميديا التلفزيونوية في ليبيا تندس في ثنايا المسلسلات الدرامية بمشاهد قصيرة أو شخصيات محدودة، غايتها الأساسية تكسير روتين المشهدية وحواراتها من خلال اقتناص بعض لحظات البهجة التي تصفع الملل والرتابة للمحافظة على شد انتباه المشاهد.
وقد ظل الحال هكذا حتى ظهر المسلسل الدرامي الضاحك (فندق البخلاء) للمخرج حسن التركي بنجوم ذاك الزمن الجميل: شعبان القبلاوي، محمد الساحلي، محمد بن يوسف، محمد شرف الدين .. وآخرين، وبعده بعقود مسلسل (مكتب مفتوح) للفنان الراحل علي العريبي “المدير الكبير ..الوادي” ووزميله الفنان رجب إسماعيل “كامي السر .. حش”، وقد استطاعا هذان المسلسلان الاختصاص بدرجة كبيرة في توطين ونشر مساحات الضحك والانبساط في وجدان المشاهد الليبي بالإضافة إلى الرسالة الفكرية الهادفة لكل منهما وإن ظهرت مستترة خافية في العمل الأول، ومباشرة واضحة وصريحة في الثاني.
(2)
يأتي حالياً عرض المسلسل الكوميدي (شط الحرية) في زمن مختلف، وتقنيات ومعدات فنية متطورة تفرق كثيراً عما كان متوفراً وسائداً في ذاك الزمن الماضوي البعيد خلال سبعينيات القرن الماضي، وقد استطاع كاتبه ومخرجه الفنان فتحي القابسي مع فريقه الفني والتمثيلي أن يسجل حضوره بشكل وافر في هذا اللون الدرامي الذي يبرز كوميديا سوداء تتسم بالسهولة والصعوبة في آن واحد. فالكوميديا النقدية التي قدمها مسلسل (شط الحرية) في نسخته الرابعة تمثل غاية العمل الهادف ذو الرسالة الاجتماعية المطلوبة، والبعيد كلياً عن الكوميديا التجارية الرخيصة التي شعارها (الضحك لأجل الضحك)، ولذلك جاءت حلقات (شط الحرية) زاخرة بوخزات رسائلها المسربة سواء في عمومية المشاهد في كل حلقة تعالج موضوعاً ما، أو من خلال العبارات والمفردات التي تتفوه بها شخصيات المسلسل وتحمل دلالات معينة وإشارات رمزية مهمة.
ولا شك أنه في ظل غياب النقد الفني المتخصص للأعمال الفنية التلفزيونية يكون كل ما يطرح حولها هو مجرد تعبير انطباعي شخصي واجتهاد متواضع يتفاوت بين المدح والإعجاب والثناء على بعض الجوانب، والتذمر والاستياء والانزعاج من بعضها الآخر مثل عدم ظهور المرأة في حلقات (شط الحرية) أو الاعتراض على اللغة الحوارية وما فيها من مفردات وعبارات غارقة في اللهجة المناطقية البدوية، أو ألوان وتصميمات الملابس الشعبية التقليدية وغيرها من الملاحظات التي أزعم أنها مقبولة بكل روح رياضية، وكم أتمنى أن يحظى هذا العمل – وكذلك غيره – بدراسة من النقاد المختصين في الدراما التلفزيونية على غرار كتاب (خيوط من ضوء القمر: حول فرسان كتابة الدراما المرئية العربية) الذي صدر للكاتب الراحل سليمان كشلاف بعد وفاته، جامعاً مقالاته حول المسلسل المصري (ليالي الحلمية) بتحليلات دقيقة ورؤى عميقة لأبعاد مشاهد ذاك المسلسل.
(3)
اختار مخرج (شط الحرية) أن يكون “مسرح العمل” بعيداً عن حجرات وقاعات التسجيل التقليدية، وأن تكون جلُّ مشاهده وحواراته ومواقع تصويره بين أحضان الطبيعة الثرية بنقاوة الهواء وجمال المناظر الخلابة والهدوء والابتعاد عن كل أشكال الضجيج الصوتي. ولاشك بأن هذه الخاصية بقدر ما تمنح العمل فضاء أرحب في سعة المشاهد وتحريك المعدات وكاميرات التصوير وتوزيعها حسب المسافات المطلوبة، إلا أنها في نفس الوقت تتطلب تجهيزاً تقنياً لحماية الصوت من أي ضوضاء أو تداخل قد يشوش على الحوارات وحمايته من عدم التأثر حتى بالنسمات وهبات الرياح الخفيفة، بالإضافة إلى تحمل تقلبات الطقس وظواهره الجوية المتعددة كالحرارة والرياح والمطر وغيرها.
أما شخصيات (شط الحرية) فقد استطاع المخرج أن ينتقيها بعناية فائقة سواء الرئيسية أو الثانوية ويخلق توافقاً وانسجاماً بينها في أدوارها المشتركة وحواراتها التي تطابقت كثيراً مع واقعيتها ولهجتها، وهدفها الأساسي المتمثل في توصيل رسالة العمل سواء كانت إغراق المشاهد في فسحة انبساط وضحك وإثارة تعليقه، أو توجيه بعض النقد السياسي الخطير اللاذع والاجتماعي والفكري المهم.
وإيماناً بضرورة تسخيره جميع عناصر العمل الفني ظل المخرج طوال حلقات المسلسل يؤمن بدور الموسيقى الخفيفة، والأغنية الرقيقة المعبرة، وغناوي العلم، والتحجيل، والرقص، وكل أشكال الموروث الفلكلوري الشعبي وإظهارها باعتبارها عناصر أساسية لمكون الهوية الليبية الخاصة، وبيئة العمل الفني، كما عمل على تعزيزها بالملابس والأزياء الوطنية التقليدية وحتى ألوان الأقمشة الزاهية المنتقاة في تناسق مع طبيعة المكان ومستوى الحياة البدوية البسيطة لسكان نجع (مقلب شراب) الذي يمثل ليبيا في بعض جوانبها وربوعها وأهلها.
(4)
أبرز حلقات مسلسل (شط الحرية) من الناحية الموضوعية والفنية هما حلقتا “الشيشمة” و”فيلم هندي” وذلك لما تضمنته الأولى من تنبيه وتحذير من الإنجرار إلى سياسات خارجية تتمثل في ردم الآبار والخزانات الوطنية المحلية داخل النجع، والاعتماد على مصدر المياه من الخارج ممثلة في مد وتركيب “شيشمة” في النجع، والتي لاقت الاحتفاء الكبير والفرح من الجميع والتغني بها بالشعر الشعبي (شيشما يا شيشما … علينا عطب خشيشمه) أو استحضار أغنية (عالمايا عالمايا عالعين يا ملاّيا) للفنان السوري ذياب مشهور، وفي جانب أخر خلقت العديد من المشاكل والخلافات بين الأهالي حول تحديد مكانها المناسب، ومستوى منسوب المياه وقوة اندفاعها ووصولها لكل منهم، وهذه التقنية الجديدة الوافدة من الخارج “الشيشمة” عملت على انتشار ثقافة عدم الإحساس بقيمة المياه المتوفرة، وبالتالي إسرافها وإهدارها، وعدم الحرص على ترشيد استهلاكها، وكذلك التعرف على بعض المنظفات الحديثة مثل “الشامبو”!! وأدارت محركات العقل للتفكير في استحداث مشاريع عبثية خيالية جديدة مثل إنشاء (بحيرة بط) !! وما تحمله من رمزية خطيرة لاذعة، حتى حلت الكارثة على النجع حين توقفت أو أوقف المانح “الشيشمة” التي تجلب المياه من “البحر الكاريبي” على حد قول “مراجع” الفنان خالد ابريك، ولم ينقذ أهل النجع من كارثة العطش والموت إلاّ رعود وبروق السماء، فكانت هبة المطر وسيولها الرحيمة هي الرسالة التي تحملها خاتمة الحلقة للتدبر في كل أبعادها ودلالاتها الدينية والفكرية والعلمية والاجتماعية… والسياسية الممثلة في العلاقة مع الخارج ومحاذيرها الخطيرة.
من الناحية التقنية اختار المخرج في حلقة (الشيشمه) تقنية الفلاش باك متنقلاً من زمنٍ حاضرٍ إلى زمنٍ غابرٍ، ومن حالٍ إنسانيٍّ رغيدٍ إلى حالٍ حيوانيٍّ متوحشٍ. وإن كان المخرج قد استهل (الشيشمة) بأغنية الفنان عادل عبدالمجيد (واعدتني صدقتك) والتي تحمل كلماتها مضمون الخذلان والخديعة، بمعنى أن النجع كان ضحية التغرير والكذب وعدم الثقة فيما قدم أو عرض أو أهدي إليه من الخارج، فإننا نجده قد اختار أغنية الفنان نوري كمال (صبح عليك الورد) ليستهل بها “فيلم هندي” وهذا يعكس إيمان المخرج القوي بتعالق الأجناس الفنية وتسخيرها وإشراكها لإثراء العمل الواحد، وكذلك دور وأهمية الأغنية في دعم ونشر الرسالة الدرامية.
وحلقة (فيلم هندي) كانت ثرية بالعديد من المشاهد والعناصر والرسائل، فالأغنية والأمثال والشعر الشعبي (يا دار غبت عنك .. يا دار زاعل منك .. عليه غبت عني ما نشدتي كنك) ظلت كلها تمثل الثقافة التقليدية السائدة والمعروفة لدى أهالي النجع، حتى جاء مشهد التفرج على شريط (سينما) وهي التقاطة تمثل نقلة حضارية وتقنية في الحلقة وانفتاح إلى عالم حديث متطور رغم أن “مراجع” شبه السينما مثل (الصماط)!!، ليأتي بعدها مباشرة تسريب مضمون رسالة الحلقة إلى ذهن المشاهد وهي الصراع في الانتخابات وما يدور في فلكها، ولتوضيح هذه الرسالة اختار المخرج ثلاثة أقطاب في النجع الهندي هم “بو ارقبة” والزعيم “قوبا” و”همنداي” المتمرد على الحكومة!! لتحريكهم بكل اقتدار مع كل ما يتعلق بكواليس الانتخابات بداية من رأي الدين حولها ممثلاً في “الفقي زيدان”، واستخدام وسائل الاعلام للدعاية للمترشحين كما طلب “همنداي” بقوله (علقوا صورتي عالبراكة) وحتى ابتكار لعبة الكراسي لاختيار مرشح واحد فقط عن نجع (مقلب شراب) والذي نجده من نصيب الأكثر تحايلاً وقوة، معلناً سقوط المصداقية والنزاهة في الانتخابات وهي إشارة خطيرة يمررها المخرج لمشاهديه تحمل التنبيه والتحذير، وربما بعض التوقع الخطير لمستقبل البلاد.
لقد حوّل المخرج في حلقة (فيلم هندي) موقع نجع “مقلب شراب” إلى قرية هندية من خلال ديكوراتها وحركية الحياة فيها وكذلك استحضار عناصر مادية عديدة مثل “البقرة” رمز القداسة في المعتقدات الهندوسية الهندية، و”اللباس الهندي” بألوانه الفاقعة المميزة، و”اللغة الحوارية” في كل المشاهد حيث تمكن من تحوير العربية وتعديلها لتقارب الكلمات الهندية ونطقها بلكنتها وإشاراتها وحركاتها المعروفة، واحتفظ بعنصر المفاجأة في هذه الحلقة حتى المشهد الأخير حين أفاق “حسونة” من حلمه ونومه وعاد إلى واقعه محملاً بالعديد من الأسئلة المقارنة ونسج توقعات حول حسم مسألة تنظيم الانتخابات في .. ليبيا.
(5)
الحلقة الأبرز والأخطر في مسلسل “شط الحرية” هي حلقة “المسرحية” التي اقتبست الكثير من الواقع البائس الذي عليه البرلمان الليبي ورئيسه ونوابه ليصنع منها المخرج والكاتب الفنان فتحي القابسي عملاً خطيراً منذ انطلاقة الحلقة وبداية مشهد مسرح العرائس الذي يعرضه أحد الزائرين لنجع (مقلب شراب) وحتى آخر مشهد في الحلقة حين خاطب أحد نواب الجنوب (الممثل عبدالباسط الفالح) جمهور المتفرجين يحرضهم على الثورة على هذا العبث التمثيلي والحقيقي! وهي رسالة تعد من أخطر رسائل الحلقة رغم أنها انتهت بهروب الجمهور .. الشعب.
لقد رتب المخرج جلسة مغلقة للبرلمان “جلسة سكتت” داخل مربوعة رئيس البرلمان وأسماها (مربوعلمان) وهي تجسيد حقيقي لما يدور في برلمان ليبيا، وتكتسي الجلسة أهمية بالغة لأنها تجسد استضافة “نواب المربوعة الأولى” لزملائهم “نواب المربوعة الثانية” وفي هذه تلميح صريح للوضع الليبي الراهن وما يعانيه من انقسام سياسي. وما أن يعلن عن افتتاح الجلسة الاستثنائية حتى يصدح النشيد الرسمي في (مربوعلمان) بمقطع من نشيد الاستقلال الوطني “يا بلادي” متداخلاً مع مقطع النشيد الجماهيري “الله أكبر” للنظام السابق وهذا يحمل دلالة مثيرة حول الموقف السياسي المزدوج في (مربوعلمان)، مما ينشر العديد من التصرفات العفوية المرتبكة والمضحكة بين بعض الأعضاء الذين ظهروا في هيئات بائسة وملابس غير متناسقة لا تحمل أي ذوق ينم عن الرقي والتحضر.
وقبل البدء في جدول أعمال الجلسة ينظم رئيس النواب في (مربوعلمان) دعوة غذاء للحضور ويعتبرها (عزومة خاصة) لتمرير بعض المواضيع والملفات وهذا ما يؤكده تواصل الأعضاء بالهاتف مع أقاربهم مع بعض القفشات والتعليقات المرمزة مثل القول بأن المربوعة كانت زمان بسيطة مثل بيت (العنكبوت) والآن تطورت وصار بها مكيف الهواء الحديث المشغل ب”الريموت كونترول”، ومشهد حذف وإلقاء ورمي النواب لبقايا اللحم والعظم أثناء تلذذهم بالأكل للجمهور، وهي صورة لها دلالات بعيدة وخطيرة وربما حقيقية تبين أن نواب البرلمان لا ينشغلون إلاّ بالنهب وتمكين أقاربهم وتمرير كل ما يخدم مصالحهم وترك بعض الفتات للجمهور/ الشعب والتفضل عليه بذلك. وبقدر ما في هذه اللقطة من مرارة وقسوة فهي تنتمي بكل جدارة إلى الواقع المؤلم الذي تعيشه البلاد جراء التصرفات المشينة للنواب.
ومن المشاهد المؤسفة التي زخرت بها الحلقة أيضاً “سحب” الفراش من جماعة الجنوب (القبليين)، أي من اتجاه القبلة وهو الجنوب وتعزيز ذلك بالمثل الشعبي (يا جاي بلا عزومة يا قاعد بلا فراش) والتعليق المرير بضرورة اعتبار الأمر عادياً بعد “سحب” البترول، و”سحب” المناصب السيادية منهم.
ولقد كان التحول السلوكي الخطير الذي طرأ على النواب أثناء مناقشة ملف توزيع الوزارات ملمحاً لافتاً مهماً يبرز عقلية متدنية وثقافة متخلفة تعشعش فيها القبلية والجهوية والمصالح النفعية الضيقة سواء الخاصة أو المناطقية. ففي البداية غمرتهم البهجة والود وروح التضحية والإيثار المتبادل عند توزيع وزارات (البيئة، والثقافة، والاعلام، والسياحة) ولكن ما أن وصل التوزيع إلى وزارة (المالية) حتى احتدم النقاش وارتفعت أصوات العنف والكراهية والتخوين والملاسنات، وكشف توزيع الوزارات السيادية (المصرف بتاع الفلوس) و(البترول بتاع النفط) و(الدفاع بتاع الهجوم) المشاعر المتناقضة وروح العدائية المقيتة لدى النواب، مما جعل أحدهم يطالب صراحة (بالتقسيم) الأمر الذي أدى إلى نشوب عراك وتحارب بالكلمات والأيدي، وأثناء تلك الفوضى العارمة انسل من وسطها نائبٌ من جماعة الجنوب “الفنان عبدالباسط الفالح” متوجهاً إلى جمهور المتفرجين مخاطباً بلغة تحريضية مباشرة سهلة وبسيطة وواضحة بضرورة الثورة على هذا الوضع وتغييره، ووقف العبث بمصير البلاد الذي تجسده مهزلة مسرحية (مربوعلمان)، ولكن بكل أسف ومرارة بدلاً من أن يستجيب جمهور المتفرجين لهذه الدعوة المهمة يصدمنا بالهروب من المشاهدة والتواري بعيداً عن الحدث، لتنتهي الحلقة عند هذه الخاتمة السلبية المؤلمة…. فلماذا يهرب المتفرجون الذين يمثلون الشعب؟ هل لأن الشعب صار عاجزاً عن الثورة ضد الفساد والعبث بمصير الوطن؟ أم أن مقولة (اعطني مسرحاً أعطك شعباً) لم تعد تلقى صدى وفاعلية وأهمية لدى هذا الشعب الذي صار شبابه لا يعرفون ما هو المسرح؟ ولا دوره ووظيفته؟
لقد استطاع الفنان فتحي القابسي أن يبعث رسالة واضحة وجريئة وخطيرة من خلال هذه الحلقة التي عكس فيها تقنية إسقاط الجدار الرابع في الاخراج المسرحي، فبدلاً من جعل الممثلين يتوافدون على ركح المسرح من مقاعدهم بصالة المشاهدة، استخدم تقنية التصوير المتكرر لكي يتفرج الممثلون على أنفسهم وهم يؤدون دوراً مزدوجاً، يتمثل في وجودهم على ركح المسرح وفي نفس الوقت جلوسهم على مقاعد المتفرجين يتابعون العرض بكل ما يملكون من مشاعر ترحيب وتصفيق ومعارضة وتنديد، وهذا ربما يؤكد رؤية المخرج لإبراز المشاركة التضامنية ووحدة العمل الفني بين الفنان المؤدي والمشاهد المتلقي.
(6)
شط الحرية ليس مجرد مسلسل لحلقات مضحكة أو هزلية، بل هو أعمال ومشاهد تجسد واقعاً نعيش لحظاته بكل مرارة ونصارع أفكاره البائسة سواء السياسية الفاقدة للوطنية أو الموثقة لصور البؤس والتخلف الاجتماعي، فالتخبط والتخلف والفوضى التي نشاهدها في نجع (مقلب شراب) هي جزء بسيط مما تعانية ( ليبيا) التي صارت مسرحاً للعرائس التي تحركها أيادي خلفية من جهات ومذاهب متعددة، فمتى نعي هذه الحقيقة ونستجيب لدعوة الفنان “عبدالباسط الفالح” في خاتمة مسرحية (شط الحرية)؟