يافا وعيناك الحزينة والدموع،
والمبحرون بلا قلوع
والموقدون بليل غربتنا الشموع
والزاحفون على حقول الموت
كالقدر العنيد
قنديليَ الوهاج
يومض ليل البعث المجيد
فالقهر، والأمل الصريع
في ساحة الإعدام،
والموت المحدِّق، والصقيع
ماذا؟ وأنت مع المساء
تتألقين على هضاب الحزن
كالقمر البديع
قلبي يقول بأن في مدن الضباب،
والثلج والدم والخطيئة والسراب
التافهون هناك
والكتل القميئة والذباب
سقطوا وإنك في رتاج السجن
أغنية المآب
يافا وبين عيوننا
والشمس يغلق ألف باب
فنظل نحلم في ظلام القبو نحلم،
لا نفيق
فأراك حقل الحنطة الحاني
أراك ببندقيَّة
في كفِّ فلاح تمرد ذات فجرٍ، والرقيق
عصفوا كما الإعصار
وأراك بحراً
في عيون حبيبتي الزرقاء،
بحراً من عقيق
وأراك خلف قساوة القضبان
والقبو العتيق
كالواحة الخضراء يأكلها الجراد
والجدب والمتآمرون عليك،
يا قمر الغريق
مدي يديك فربما سحق الطغاة
والساقطون
بأن شعبي سوف ينهض،
كالحريق
كالموت كالطوفان كالدم،
كالحريق.
(يوليو 1968)