بعد كلّ زيارة لقريتنا المنسيّة، وانطفاء الخطب الملتهبة.. يجتاز موكبهم المهيب مستنقعات شوارعنا الآسِنة…
وقتذاك نرى تجار الخردة يتسابقون نحو ساحة الاحتفال.. يستولون على السجاد، الكراسي، منِصّات الخطابة، الأعلام، عقود مصابيح الزينة، مولّد الكهرباء، أروقة السرادق، الشراشف، مكبرات الصوت، وجهاز الإذاعة…
بينما يلهو الأطفال وسط الذباب ببقايا علب، وزجاجات المشروبات المستوردة.. يلتهمون أعقاب سندويتشات الهمبرجر، الكباب، شيش طاووق، وكبد الشِّياه الوطنيّة.. يلوثون وجوههم بفضلات المرطبات…
في الليل يكسر صمتنا طنين البعوض.. ويلتحفنا الظلام من جديد…