حقيقة أنه لابد من إعادة النظر في بعض النظريات المعمول بها في علم النفس خصوصا في الاتجاهات السلوكية وتأثيرها على الانسان كما ورد في نظريات علماء النفس الرواد (أمثال العالم جون واتسون) حيث يقرر، أن الغدد اللعابية والدمعية والعرقية ليست لها علاقة مؤثرة في علم النفس مثلما تؤثر الغدد الصماء وهي (الغدد النخامية، والغدد الدرقية، والغدد الجارات درقية، والبنكرياس، والغدد الفوق كلوية).
لكني استغرب جدا كيف لم يلاحظ أنصار الاتجاه السلوكي، لغة الجسد للمتلقي موضع الدراسة والتحليل السري وكيف لم ينتبهوا الي ما يحدث عندما يطرح أمام شخص أو مجموعة أفراد في محيطك أو على شاشة التلفاز مواضيع تعمل على تسييل اللعاب مثل (الميزانيات، الأموال، المرتبات، الهدايا، العطايا مثل عطايا السيارات، المنح الدراسية، البنات، والجنس).
فحين تطرح في سياق أي حوار مثل هذه المغريات كونها أمور يسيل من جرائها اللعاب، فأننا نلاحظ إذا ما ركزنا على حلق المتلقي المستهدف للدراسة دون انتباهه انه موضع الدراسة، سنلاحظ انزلاق جرعة من لعابه الي جوفه لتحرك تفاحة أدم في حلقه، لتكشف لنا بواطن تفكيره او ما كان يدور داخل عقله الباطن، كونه أخفي كما من الميولات والرغبات والغرائز وهذا الكم من لعابه المسال فترة قبل حركة تفاحة أدم في رقبته.
ولا يقتصر انكشاف ميولاته تلك على انسياب سائل اللعاب بل هناك بريقا سيلمع كومضة من بؤبؤ عينيه إذا لم يتدارك في إخفاء عينيه عنا.
أن هذا الاستدراك العلمي او الفكري، نورده هنا، حتي لا نستمر في دراسة مناهج علم نفس قديمة وانتجت مختصين تشبعوا بمعلومات اخذ بها عشرات السنين ودرسوها لملايين الطالبة والدراسين والبحاثين في اختصاصات علوم النفس، وعملوا بها في معالجة حالات مرضية نفسية واعتمدوها كمعيار صحة الفرد او مرضه، فهنا وجب التصحيح كون ابين أن كل الغدد لها تأثير علي جسم الانسان علي حد سواء، و ليست الغدد الصماء، فالغدد اللعابية ها نحن نوضح اهمية دورها وارتباطها بعلم النفس،في كشف الغرائز والميولات والاطماع والطموحات والغايات والاحلام .
كذلك الغدد الدمعية والتي تفرز القطيرات الدمعية من جراء الاثارة الجنسية والاضحاك او الحزن العميق من جراء الفقد او الحرمان، فهي تتسرب بحرقان لذيذ من الجزء الجانبي الخارجي من كل عين.
كذلك الغدد العرقية فهي قد تستثار لتفرز العرق من جراء التوتر والخوف.