عاشور الأطرش
عندما تتماهى اللغة مع دلالتها؛ تبسط معانيها لتحوي ألفاظها ما حوت وكنزت. الثّلج؛ ذلك الماء في صورة من صوره يهوي إليه البصر ويستريح لرؤياه، ويُبادله القلب صفاءه ونقاءه…. تلك المروج الخضر التّي ستذهّب عند نضجها، كان الثّلج ماءها وريّها، كان أكسير حياتها ونمائها.
ذلك الثّلج المتراكم يُحاكي السّحاب الباسق بهرمه اللامع ساعة تحيّة الشّمس ليبدو مرآة ناصعة غاية النّصاعة، نقيّاً غاية النّقاء… الثّلج بوّابة البرودة ومُعلن الشّتاء، هفوه من هفوة الفؤاد، لا يُعادي الأنسان بل يُثير فيه مُغامرة وجرأة، ومحاولة وأخرى.. قد يُعيق الطّريق ولكن إلى حين.. وقد يغمر ولكن ليحمي.
ذلك الثّلج الذّي يصاحب الخبر السّار الذّي “يُثلج الصّدر”، ويُلئم الجرح، ويُكفكف الدّمع…. أيّها الثّلج: كن كما أنت، فكم يطيب للمرء أن تكون ثلجًا….