الطيوب
في إطار موسمه الثقافي لعام 2021-2022م أقام المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس محاضرة بعنوان (ممتلكاتنا الثقافية تراث يُنهب وتاريخ يُطمس) من تقديم وإدارة الدكتور “علي الهازل” وإلقاء الباحث الأثري “رمضان الشيباني”، الذي تناول الإرث الثقافي وقصص المجتمعات والقطع المتحفية والمواقع التراثية التي تروي عن نشاط الإنسان ومعتقداته ومهاراته وقدراته الفكرية، وأشار الشيباني إلى أن التراث الثقافي فريد من نوعه ولا مثيل له ولكنّه للأسف عرضة للخطر مُرجعا المسؤولية الرسمية للمؤسسات الثقافية الرسمية في إطالة أمد بقائه وتسهيل الوصول إليه وتفسيره، مؤكدا في آن الوقت أنه ينبغي علينا من الناحية العلمية أن نخطط كي نتمكن بأفضل السبا من تخفيف المخاطر والأضرار التي يتعرض لها تراثنا.
وتابع إن ما يمثله الإرث الثقافي الإنساني والطبيعي في ليبيا من أهمية كبيرة لاسيما على الصعيد الثقافي من خلال التنوع الحضاري والثقافي وشواهده وأطلاله ماتزال منتشرة في جميع أنحاء ليبيا وهي تعود لمراحل وحقب وفترات تاريخية موغلة في القِدم وعلى درجة عالية من الأهمية، وأوضح في المقابل بأنه في ضوء نتيجة العمل الأثري في ليبيا نستطيع تحديده من واقع السجلات والوثائق والدراسات والمنشورات الخاصة بالحفريات والمسوحات الأثرية التي انطلقت بشكل منظم ومنهجي مع دخول الإيطاليين لليبيا عام 1911م من القرن المنصرم ولفت إلى أن نتاج كل ذلك ومحصلته كانت العثور على كم هائل وكبير من المقتنيات الأثرية التي ترجع لثقافات وحضارات مختلفة تعاقبت على الأرض الليبية منها الوافدة ومنها المحلية تمثلت في عصور ما قبل التاريخ والحضارة الفينيقية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والفاتحين المسلمين والأتراك العثمانيين والمستعمرين الإيطاليين وغيرهم، مردفا أن كل هذه الحقب التاريخية كان لها مكونات أثرية لازالت شاهدة على أهمية هذه المراحل الحضارية، فضلا عن موروثات التاريخ الطبيعي الذي ينحدر إلى أزمنة جيولوجية سحيقة أبرزها مكونات ومتحجرات زمن الحياة الوسطى مثل المتحجرات العظيمة للديناصورات.
كما أضاف المُحاضر أننا نخلص أن تاريخ السرقات الأثرية لم يكن وليد اليوم أو الأمس القريب بل هو يمتد منذ فترة العهد العثماني بشكل بسيط ثم فترة الإستعمار الإيطالي الذي جُرِّفت وهُجّرت من خلاله الكثير من ممتلكاتنا الثقافية تحت حجج كثيرة أغلبها واهية، وصولا لعام 2011م وما بعده حتى يومنا الحاضر، مؤكدا بأن العشرية الأخيرة من العقد الماضي قد شكلت مرحلة خطيرة جدا لنهب وتدمير وطمس ممتلكاتنا الثقافية حيث أستبيح فيها الإرث الثقافي والحضاري للبلاد على مرآى ومسمع من الجميع، واستعرض أيضا عبر شاشة العرض أبرز المتاحف الليبية التي تعرضت للضرر والاستهداف أثناء وبعد الحرب وحجم المسروقات فيها، بالإضافة لعرضه لقاعدة بيانات جهاز الإنتربول التي تبيّن المقتنيات والقطع الأثرية المنهوبة من ليبيا طوال السنوات الفارطة.