طيوب عربية

حياة في غياهب النسيان

سارة بوطالب (تونس)

من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير
من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير

نعيش في زمان انعدمت فيه الإنسانية ولعلها اندثرت، وأصبحت منسية أو هي في غياهب التراث.

قالت جملتها هذه، وهي تنظر إلى النافذة، ثم وجهت نظرات ثقيلة إلى الطبيبة النفسية التي قدمت إليها بهدف التخلص من هواجس الحياة التي تعيشها، ومن الأفكار السلبية التي تلاحقها، تقول الطبيبة: لا شيء يستحق كل هذه السلبية، فنحن لن نعيش إلى ما لا نهاية وعلينا استغلال هذه الحياة.

تخاطبها المريضة قائلة: حياة! ما معنى هذه الكلمة؟ فنحن لم نعد نسمع سوى كلمة قيود أو سجون. فالحياة الحقيقية عشناها في صغرنا حيث استمتعنا بها وعندما كبرنا أصبحت حياتنا مقيدة بالخوف من الذي ينتظرنا في المستقبل. أجل نخاف ما الذي نصبح عليه، نخاف تخطي قيود العادات والتقاليد، نخاف المجتمع ونظرته إلينا، أجل نخاف ونهاب فكل أحلامنا لم نجد منها سوى وهم وأحلام صغار.

تردف الطبيبة: ولكن هذه حياتك أنت ما دخل الاخرين؟

تقول المريضة في نبرة استهزاء: حياتي، لا ليست لي بل هي حياة الآخرين ولعلي سأعيش هذه الحياة حتى أصبح من المنسيين في غياهب القبور.

تأخذ حقيبتها وتهم بالخروج تائهة في عالمها اللا واقعي تخاطب ضميرها (أأفعل ما أريد، أم أفعل كما يريدون هم؟ أحقا أستطيع ذلك أم مثل كل يوم و كل مرة؟ فحياتنا ستصبح قريبا في غياهب النسيان لتحل محلها حياة معروضة بالقوة من قبل الاخرين.

مقالات ذات علاقة

اهـواك فـأنـتـظـم!

إشبيليا الجبوري (العراق)

ست دراسات بحثية تأخذ الطابع الأكاديمي: الأسير أمجد عواد يصدر كتابه “دراسات من الأسر”

فراس حج محمد (فلسطين)

المثقّفون في تونس: أيّ دور، أيّ رهان؟

عزالدين عناية (تونس)

اترك تعليق