قصة

عطلة..

عاشور الأطرش

من أعمال التشكيلي الليبي محمد البرناوي.
من أعمال التشكيلي الليبي محمد البرناوي.

كان ذلك الخميس الذي بعده تبدأ عطلة نصف السّنة. شمسٌ لا تبخل بشعاعها، ودفئٌ يغشى أبداننا، وانتظار مشبوب بلهفة بدئها.

كنّا نحتفظ بالكرة في مكان آمن، ذلك أنّ مرآها يُثير آباءنا، ونؤجّل ما تطلبه أمّهاتنا. ألم يقل أحدهم إنّها السّاحرة؟!

صباح الجمعة بدا الجو كما هو. بعد العصر تمرّ مزنة لا نأبه لها.. مع تقدّم النّهار تبعت المزنة مزنة أخرى. مع الغروب تكاثر المزن أوحى لنا بغروب الشّمس قبل الغروب.

قلق يُربكُ أفكارنا يُغذّيه الخوف من الغد.. لم نكن نخاف الغد على مستقبلٍ فلم نكن نعيه، أو من علّة أو مرض. الكرة مازالت في مخبئها، بعد ساعات ستحتضنها الصّدور وتتقاذفها الأقدام، فريق الكرة جاهز وأرضية الزّقاق “الملعب” نظيفة..

صباح السّبت.. من وراء النّافذة نرى ظلمة مبهمة، لكن في تقديرنا أنّ النّهار بدأ.. عند فتح باب “الدّار” الذي يفتح بدوره على فضاء؛ تبدو الصّورة لا لبس فيها ولا غبش.

الأرض موحلة، نظرة على الزّقاق.. الملعب برك متجاورة، بعد قليل الكلّ يخرج من بيته.. أحدهم يضمّ الكرة على صدره.. يحتمي الجميع من زخّاتٍ زادت الطّين بِلّة..

همهمات داخل الصّدور، وعودة إلى ذلك الواجب الذي ينتظرنا في الكتب والكرّاسات؛ يُنغّص تلك العطلة القصيرة.

بتنا.. وأمنية ترقب إلى الغد.. تُجبر خواطرنا.

وكانت أيّام.

مقالات ذات علاقة

الدالـيا.. قصة معاناة ليبية – ح 2

حسين التربي

عـمي الهاشـمي

عزة المقهور

طائرةُ ورق

إبتسام عبدالمولى

اترك تعليق